كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

والأدب والنظم الرائق والنثر الفائق وكان يجتمع عليه إذا قرأ الحديث خلق لا يحصون يبلغون ألوفًا وكان له جلاله عجيبة وإفادة للغاية. مات -رحمه الله تعالى- في يوم الاثنين العشرين من المحرم سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ببغداد وكانت جنازته مشهودة حضرها الجم الغفير وحملت على الرؤوس إلى برية الإمام أحمد1 بن حنبل -رضي الله عنه- فدفن بها ولم يخلف شيئًا -رحمه الله وإيانا.
وفي هذه السنة توفي الرئيس تاج الدين أحمد بن إدريس بن محمد بن مُزَيْر2 الحموي بحماة في رمضان عن تسعين سنة وشهرين، ومفتي المسلمين الشهاب أحمد بن يحيى بن جميل3 الشافعي بدمشق في جمادى الثانية وله ثلاث وستون سنة، والمعمرة أم محمد أسماء بنت محمد بن سالم بن صصري بدمشق في ذي الحجة عن خمس وتسعين سنة، والإمام الولي القدوة الشيخ علي بن أبي الحسين الواسطي4 الشافعي محرما وله ثمانون سنة، والمحدث شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنائم بن المهندس الصالحي الحنفي5 في شوال عن ثمان وستين سنة.
البدر بن جماعة 6 محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي ثم المصري الشافعي بدر الدين أبو عبد الله شيخ الإسلام وقاضي القضاة
__________
1 ولعل فيه تحريفًا مطبعيًّا وأصله "إلى تربة الإمام أحمد" وقد عبر غيره بمقبرة."الطهطاوي".
2 بالتصغير وبالزائين المعجمتين محدث حماة تقي الدين إدريس بن محمد بن مزيز عن ابن رواحة وطبقته. وأولاده التاج أحمد وعبد الرحيم وست الدار سمعت منهم، قاله الذهبي في المشتبه.
3 والصواب "ابن جهبل" كما في الدرر الكامنة وشذرات الذهب وغيرهما بالهاء والباء الموحدة وهو الشهاب أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي ثم الدمشقي الشافعي قال صاحب القاموس: الجهبل كجعفر العظيم الرأس ثم قال: بنو جهبل فقهاء الشام. ا. هـ. قال شارحه: منهم الشهاب أبو العباس أحمد بن محيي الدين يحيى بن تاج الدين إسماعيل بن مجد الدين طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي إسماعيل المعروف أيضًا بابن جهبل "المتوفى سنة 740" كما أرخه التقي بن رافع وغيره، وفي أنباء الغمر ترجمة لابنه قاضي طرابلس علاء الدين علي بن إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المعروف أيضًا بابن جهبل الحلبي ثم الدمشقي المتوفى في شهر رجب من سنة 781.
"الطهطاوي".
4 والذي في دول الإسلام والعبر للحافظ الذهبي "الشيخ علي بن الحسن الواسطي" ومثله في مرآة الجناب للعفيف اليافعي وكذا في الدرر الكامنة وعبارتها "أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد الواسطي الشافعي مات محرما ببدر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة". "الطهطاوي".
5 وهو من أركان الرواية في عصره وابن مهندس المدرسة الظاهرية بدمشق، سمع من ابن أبي عمر وابن شيبان فمن بعدهما.
6 الدرر الكامنة 3/ 171 "3379".

الصفحة 73