كتاب لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

والدبوسي والحجار1 وعبد الرحمن المنشاوي، قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العراقي: سألته عن أول سماعه فقال: دخلت بعد السبعمائة إلى الشام فقلت له: فماذا سمعت إذًا ذاك؟ قال: سمعت شعرًا فقلت له: فأول سماعك للحديث متى؟ فسكت فلقنته في سنة خمس عشرة؟ فقال: نعم ثم ادعى أنه سمع عن علي بن أبي الحسين الصواف راوي النسائي المتوفى سنة 12 فسألته كيف سمعت عليه؟ فقال: سمعت عليه أربيعن حديثًا انتقاء نور الدين الهاشمي من النسائي فحصلت عندي فيه وقفة، ثم بعد مدة أخرج جزءًا منتقًى من النسائي بخطة ليس عليه طبقة ألبتة لا بخط غيره ولا بخطه وذكر أنه قرأه بنفسه على ابن الصواف سنة اثنتي عشرة فقويت الوقفة. انتهى. وكان أول سماعه الصحيح للحديث في سنة سبع عشرة وسبعمائة غير أنه ادعى السماع من جماعة قدماء ماتوا قبل هذا كالدمياطي وابن دقيق العيد وابن الصواف ووزيرة بنت المنجا، وتكلم فيه الجهابذة من الحفاظ لأجل ذلك ببراهين واضحة قد تقدم بعضها، فالله تعالى يغفر لنا وله2، وقد خرج لنفسه جزءًا عنهم وعن غيرهم وذكر فيه أنه سمع الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول بدرس الكاملية سنة اثنتين وسبعمائة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" 3 قال شيخنا الحافظ زين الدين العراقي: فذكرت ذلك لشيخنا العلامة تقي الدين السبكي فاستبعد ذلك جدًّا وقال: إن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ضعف من أواخر سنة إحدى وسبعمائة ولم يحضر درسًا في
__________
1 يتكرر ذكره في الكتاب كثيرا تارة باسم أبي العباس أحمد بن أبي طالب وأخرى بأبي العباس بن الشحنة وتارة بالحجار وهو مسند الدنيا ورحلة الآفاق أبو العباس شهاب الدين أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الحافظ الشمس بن طولون في "الغرف العلية في ذيل الجواهر المضية" ترجمة وافية، سمع الصحيح من الحسين بن المبارك الزبيدي الحنفي وابن اللتي وأجاز له من بغداد القطيعي وابن روزبه والكاشغري وآخرون، وفي شيوخه ومروياته كثرة، ولد في حدود سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
2 لا يزال المصنف يسترسل في هذا المنهج الخطير فلعله لم يطلع على كتبه حتى يعلم مبلغ تبحره في العلم وتحريه في البحث. وبنى كلامه على قول خصومه وليس للحاكم أن يحكم قبل أن يدلي الآخر بحجته ويبحث عمَّا عنده، والدليل على أنه لم يطلع على كتبه إهماله فيما ألفه في الرجال زوائد مغلطاي على التهذيب مع أنها مما يشد إليه الرحال، وترى السخاوي يعتذر عن ابن فهد بأن الكتاب ما كان وصل إلى الحجاز إذ ذاك.
3 رواه ابن ماجه في الفتن باب 8.

الصفحة 92