كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

والثفروق: علاقة ما بين النواة والقمح.
وهذا هو أصحمة الذي هاجر إليه المسلمون في رجب سنة خمس من النبوة، وكتب له النبي -صلى الله عليه وسلم- كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية الضمري سنة ست من الهجرة، فآمن به وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، وتوفي في رجب سنة تسع من الهجرة, ونعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم توفي, وصلى عليه بالمدينة.
وأمَّا النجاشي الذي ولي بعده، وكتب له النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوه إلى الإسلام
__________
النجاشي.
وقيل كما حكاه الخازن: نزلت في أربعين من بحران, واثنين وثلاثين من الحبشة, وثمانية من أهل الشام، ومحصله: أنها نزلت في أصحاب النجاشي، وشاركهم غيرهم، والاختلاف في عدة الحبشيين غير ضار، فالأقل داخل في الأكثر، "والثفروق علاقة ما بين النواة والقمح" من التمرة، وفي القاموس أنه قمع التمر، أو ما يلتزق به قمعها, ونحوه في الصحاح، فتفسير المصنف لا يوافق قولًا منهما إلا بجعل الإضافة بيانية، أي: علاقة هي شيء إلخ ... ، فيوافق الأول.
"وهذا" النجاشي "هو أصحمة الذي هاجر إليه المسلمون في رجب سنة خمس من النبوة" الهجرة الأولى، ثم هاجروا إليه بعد ذلك بقليل الهجرة الثانية، كما مَرَّ تفصيله، "وكتب له النبي -صلى الله عليه وسلم، كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام"، وكتابًا آخر بأن يزوّجه أم حبيبة، ويحمل إليه من عنده من أصحابه، وبعثهما "مع عمرو بن أمية" الضمري "سنة ست من الهجرة، فآمن به وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، وتوفي في رجب سنة تسع من الهجرة" عند الأكثر.
وقيل: سنة ثمان قبل فتح مكة، كما ذكره البيهقي في الدلائل، "ونعاه"، أي: أخبر بموته "النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم توفي, وصلى عليه بالمدينة"، وأخرج أصحاب الصحيح قصة صلاته عليه صلاة الغائب من طرق عن جابر: لما مات النجاشي قال -صلى الله عليه وسلم: "قد مات اليوم عبد صالح، يقال له أصحمة، فقوموا فصلوا" فصفنا خلفه.
وعند ابن شاهين والدارقطني عن أنس، قال -صلى الله عليه وسلم: "قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي، فقال بعضهم: يأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة، فأنزل الله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} " آل عمران: 199] إلى آخر السورة، وللدارقطني وغيره عن أبي هريرة، فوثب -صلى الله عليه وسلم، ووثبنا معه حتى جاء المصلَّى، فقام، فصففنا وراءه، فكبَّر أربع تكبيرات.
وروى ابن إسحاق عن عائشة، لما مات النجاشي، كما نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. أخرجه أبو داود، وترجم عليه النور يرى على قبر الشهداء.
"وأما النجاشي الذي ولي بعده، وكتب له النبي -صلى الله عليه وسلم" كتابًا "يدعوه إلى الإسلام"، روى

الصفحة 25