كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

والظاهر المنقول يؤيده، فإنه لم يذكر عن أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره، وأمَّا البول فقد شاهده غير واحد, وشربته أم أيمن. انتهى.
لكن قال البيهقي: وأمَّا الحديث الذي أخبرنا به أبو الحسين بن بشران, أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ قال: حدثنا حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الغائط دخلت في أثره فلا أرى شيئًا إلّا أني كنت أشمَّ رائحة الطيب، فذكرت ذلك له فقال: "يا عائشة, أما علمت أن أجسادنا تنبت على أرواح أهل الجنة وما خرج منها ابتلعته الأرض".
فهذا من موضوعات الحسين بن علوان، لا ينبغي ذكره إلّا لبيان أنه موضوع, ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته كفاية عن كذب ابن علوان. انتهى.
لكن للحديث طرق غير طريق ابن علوان:
__________
عن أحوال المصطفى، "يؤيده، فإنه لم يذكر عن أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره"، فلو لم تبلعه الأرض لرؤي في بعض الأوقات، "وأمَّا البول فقد شاهده غير واحد، وشربته أم أيمن"، قسيم لما فهم من بلع الأرض غائطه، "انتهى".
جواب عبد الغني، "لكن قال البيهقي: وأمَّا الحديث الذي أخبرنا به أبو الحسين بن بشران" بكسر الموحدة، وإسكان المعجمة، ثقة، مشهور، من شيوخ البيهقي، "أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار"، قال في اللسان: ثقة مشهور، أخطأ ابن حزم حيث جهَّله، "قال: حدَّثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا حسين بن علوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم، إذا دخل الغائط"، أي: المكان الذي يريد قضاء الحاجة فيه، "دخلت في أثره، فلا أرى شيئًا، إلّا أني كنت أشمّ رائحة الطيب، فذكرت ذلك له، فقال: "يا عائشة, أما علمت أنَّ أجسادنا" معاشر الأنبياء "تنبت" أي: تخلق وتوجد "على" صفة "أرواح أهل الجنة، وما خرج منها ابتلعته الأرض، فهذا من موضوعات الحسين بن علوان، لا ينبغي ذكره إلا لبيان أنه موضوع، ففي الأحاديث الصحيحة، والمشهورة في معجزاته، كفاية عن كذب ابن علوان، انتهى".
إذ فيها ما هو أجلّ من ذلك بكثير، "لكن للحديث طرق غير طريق ابن علوان"، فلا ينبغي

الصفحة 543