كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

يا أم يوسف" فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه. رواه أبو داود عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة.
وصحَّح ابن دحية أنهما قصتان وقعتا لامرأتين, وقد وضح أن بركة أمّ يوسف غير بركة أم أيمن،
__________
ما شربتيه صحَّة، أي: سبب لها، وفيه أن قول ذلك مستحب للشارب، ويقاس عليه الأكل، وحكمته أنه يخشى منهما السقم ونحوه، كما قيل:
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
"يا أم يوسف" فما مرضت قط حتى كان" أي: وجد "مرضها الذي ماتت فيه"، وهذا الحديث رواه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن جريج، أخبرت إلخ ...
و"رواه أبو داود" متصلًا "عن ابن جريج عن حكيمة" بضم الحاء المهملة وفتح الكاف- مصغَّر، كما في التبصير، وغيره تابعية، وفي الإصابة عن أبي نعيم: لم يرو عنها إلّا ابن جريج، واسم والدها: حكيم، "عن أمها أميمة" بضم الألف، وميمين، بينهما تحتية- مصغَّر، قالت: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- قدح من عيدان يبول فيه، الحديث. وأبوها اسمه بجاد -بكسر الموحدة، والجيم- ابن عبد الله بن عمير بن الحارث بن جارية بن سعد، بن تيم بن مرة، القرشية التيمية، ويقال: أميمة بنت عبد الله بن بجاد، إلى آخره، صحابية من المبايعات، روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم، وعنها محمد بن المنكدر، وبنتها حكيمة، واشتهرت بأمِّها، ولذا قال: "بنت رقيقة" بضم الراء، وقافين- مصغَّر، وهي بنت خويلد بن أسد، أخت خديجة أم المؤمنين، قال أبو عمر: كانت بنتها أميمة من المبايعات، وهي خالة فاطمة الزهراء، وردَّه ابن الأثير بأنها بنت خالتها؛ لأن خويلد والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة، قال في الإصابة: هذا يصح على قول من قال: إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزَّى، ومن ثَمَّ قال المستغفري: هي عمة خديجة بنت خويلد، وترجم في الإصابة تلو هذه: أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم، بن عبد مناف، وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه، وأمها رقيقة، صاحبة الرؤيا في استقاء عبد المطلب، فرَّق أبو نعيم تبعًا للطبراني بينها وبين التي قبلها، وأخرج في ترجمة هذه حديث ابن جريج فذكره، ثم قال: وأمَّا ابن السكن فجعلهما واحدة، ثم ترجم: رقيقة بنت أبي صيفي، فنسبها كما رأيت، وقال: ذكرها الطبراني والمستغفري في الصحابة، وقال أبو نعيم: ما أراها أدركت الإسلام، انتهى.
فليتأمَّل، ثم أشار المصنف إلى الخلاف، في أن شاربة بوله -صلى الله عليه وسلم- امرأة واحدة، أو امرأتان، بقوله: "وصحح ابن دحية أنهما قصتان وقعتا لأمرأتين" إحداهما أم أيمن، والثانية بركة أم يوسف، وزعم أن أحداهما أميمة وَهْمٌ؛ لأنها رواية فقط، كما علمت، "وقد وضح" بفتح الضاد- كوعد

الصفحة 550