كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

وهو الذي ذهب إليه شيخ الإسلام البلقيني.
وفي هذه الأحاديث دلالة على طهارة بوله ودمه -صلى الله عليه وسلم. قال النووي في شرح المهذّب: واستدلَّ من قال بطهارتهما بالحديثين المعروفين: أنَّ أبا طيبة الحجام حجمه -صلى الله عليه وسلم- وشرب دمه ولم ينكر عليه، وأنَّ امرأة شربت بوله -صلى الله عليه وسلم- فلم ينكر عليها. وحديث أبي طيبة ضعيف، وحديث شرب المرأة البول صحيح رواه الدارقطني, قال: وهو حديث حسن صحيح،
__________
انكشف وظهر، "أنَّ بركة أم يوسف غير بركة أم أيمن"؛ لأن أم يوسف كانت تخدم أم حبيبة، وجاءت معها من الحبشة، وأم أيمن هي مولاته -صلى الله عليه وسلم، وحاضنته، وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، "وهو الذي ذهب إليه شيخ الإسلام" السراج "البلقيني"، خلافًا لدعوى ابن السكن أنَّ بركة خادمة أم حبيبة كانت تكنَّى أيضًا أم أيمن، فالقصتان لها، وخلافًا لخلط أبي عمر: خادمة أم حبيبة بأم أيمن، فأخرج في ترجمتها حديث ابن جريج عن حكيمة عن أميمة، ثم قال: أظنَّ بركة هذه أم أيمن. قال في الإصابة: وحمله على ذلك ما ذكره هو في صدر ترجمة بركة أم أيمن، أنها هاجرت الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وفي هجرتها إلى الحبشة نظر، فإنها كانت تخدم النبي -صلى الله عليه وسلم، وزوجها مولاه زيدًا، وزيد لم يهاجر إلى الحبشة، ولا أح من خدمه -صلى الله عليه وسلم؛ إذ ذاك، فظهر أن بركة الحبشية غير أم أيمن وإن وافقتها في الاسم، ثم إن بعض المغاربة جوّز أنَّ بركة الحبشية هي بركة بنت يسار، مولاة أبي سفيان بن حرب, المهاجرة إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي، وليس كما ظنّ، فإن بركة بنت يسار من حلفاء بني عبد الدار، وأصلها من كندة، وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما كانتا في أرض الحبشة مع المهاجرين، انتهى.
"وفي هذه الأحاديث دلالة على طهارة بوله ودمه -صلى الله عليه وسلم"؛ لأنه لم يأمر واحدًا منهم يغسل فمه، ولا نهاه عن عودة، قاله عياض. "قال النووي في شرح المهذّب: واستدل من قال بطهارتهما بالحديثين المعروفين، أن أبا طيبة الحجَّام حجمه -صلى الله عليه وسلم، وشرب دمه، ولم ينكر عليه، وأن امرأة شربت بوله -صلى الله عليه وسلم، فلم ينكر عليها"، قال عياض: وشاهد هذا أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن منه شيء يكره، ولا غير طيب، "وحديث أبي طيبة ضعيف" أي: شربه الدم، وإلّا فحجامته للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من حديث أنس، وجابر، وغيرهما، "وحديث شرب المرأة البول صحيح"، يعني: أم أيمن؛ لأنها التي "رواه الدارقطني" أنها شربت بوله، كما مَرَّ قريبًا، "قال: وهو حديث حسن صحيح"، نحوه قول عياض في الشفاء: حديث المرأة التي شربت بوله -صلى الله عليه وسلم- صحيح, ألزم الدارقطني مسلمًا والبخاري إخراجه في الصحيح. انتهى، لكن تعقب بأن

الصفحة 551