كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

كافٍ في الاحتجاج لكلّ الفضلات قياسًا، ثم قال: إن القاضي حسينًا قال بطهارة الجميع. انتهى.
وبهذا قال أبو حنيفة، كما قاله العيني.
وأبو طيبة -بفتح الطاء المهملة وسكون الياء المثناة تحت وباء موحدة- نافع الحجام, مولى محيصة -بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة تحت وكسرها- هو ابن مسعود الأنصاري.
وقال شيخ الإسلام ابن حجر: قد تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته -صلى الله عليه وسلم, وعدَّ الأئمة ذلك من خصوصياته. انتهى.
__________
الدارقطني، قال في علله: أنه مضطرب, جاء عن أبي مالك النخعي وهو ضعيف، وذلك "كافٍ في الاحتجاج لكل الفضلات قياسًا، ثم قال" النووي: "إن القاضي حسينًا قال بطهارة الجميع، انتهى".
أي: جميع فضلاته، وبه جزم البغوي وغيره، واختاره كثير من متأخري الشافعية، وصحَّحه السبكي، والبارزي والزركشي وابن الرفعة والبلقيني والقاياتي، قال الرملي: وهو المعتمد خلافًا لما صحَّحه الرافعي، وتبعه النووي: إن حكمهما منه كغيره، وحمل الأخبار على التداوي، وردَّ بحديث: "لن يجعل الله شفاء أمتي فيما حُرِّمَ عليها"، وحمل تنزهه -صلى الله عليه وسلم- منها على الاستحباب ومزيد النظافة، "وبهذا قال أبو حنيفة كما قاله العيني"، وقطع به ابن العربي من المالكية، وعمَّمه بعض متأخريهم في جميع الأنبياء، وفي الشفاء: قال قوم بطهارة الحدثين منه -صلى الله عليه وسلم، وهو قول بعض أصحاب الشافعي، وحكى القولين عن العلماء ابن سابق المالكي "وأبو طيبة -بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المثناة تحت، وباء موحدة" مفتوحة "نافع الحجام"، كما ثبت في مسند أحمد وغيره، عن محيصة بن مسعود, أنه كان له غلام حجّام، يقال له: نافع أبو طيبة, فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن خراجه، فقال: إعلفه الناضح الحديث، فقول العسكري: قيل: اسمه نافع ولا يصح, ولا يعرف اسمه, ساقط، ويقال: اسمه ميسرة، وذكره البغوي عن أحمد بن عبيد بن أبي طيبة، أنه سئل عن اسم جده، فقال: ميسرة. ويقال: اسمه دينار, حكاه ابن عبد البر، ولا يصح، فقد ذكر الحاكم أبو أحمد، أنَّ دينار الحجام آخر, تابعي، وأخرج ابن منده حديث لدينار الحجّام عن أبي طيبة، ذكره في الإصابة "مولى محيصة -بضم الميم، وفتح المهملة، وتشديد المثناة تحت، وكسرها- هو ابن مسعود الأنصاري"، فإذا بهذا أنَّ أبا طيبة غير الغلام المار؛ لأنه غلام لبعض قريش، "وقال شيخ الإسلام ابن حجر" الحافظ: "قد تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته -صلى الله عليه وسلم، وعدَّ الأئمة ذلك من خصوصياته انتهى".

الصفحة 552