كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 5)

سندس أخضر، وجبة طيالسة. وعمامة يقال لها: السحاب، وأخرى سوداء، ورداء -صلوات الله وسلامه عليه.
__________
سندس أخضر، وجبة طيالسة"، بالإضافة، وهي الثانية، ولم يذكروا لثالثة، وفي الألفية:
له ثلاث من جبات تلبس ... في الحرب إحداهنَّ منها سندس
أخضر ثم جبة طيالسة ... تغسل للمرضى وكانت ملبسة
"وعمامة يقال لها: السحاب" وهبها لعلي، كما في العيون، "وأخرى سوداء" دخل بها مكة يوم الفتح، كما في حديث جابر عند الترمذي، وكانت فوق المِغْفَر، أو تحته, وقايةً من صدأ الحديد، فلا يخالف حديث أنس في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- دخل عام الفتح وعلى رأسه المِغْفَر، "ورداء" مربع، طوله أربعة أذرع، وإنما اختُلِفَ في عرضه، فقيل: ذراع وشبر، وقيل: ذراعان وشبر، كما في العيون.
وقال الواقدي: كان رداؤه بردة, طوله ستة أذرع في ثلاثة وشبر "صلوات الله وسلامه عليه"، ويأتي إن شاء الله تعالى مباحث جليلة في لباسه في المقصد الثالث.
الفصل التاسع: في ذكر خيله ولقاحه ودوابه
__________
"الفصل التاسع: في ذكر خيله" مؤنَّث سماعي، لكنه استعمل في المذكر والمؤنث، "ولقاحه" بكسر اللام وخفة القاف, جمع لِقحة -بكسر اللام وقد تفتح، وسكون القاف، وهي النوق ذوات الألبان إلى ثلاثة أشهر، ثم هي لبون، فلم يدخل في الترجمة الجمال ولا النوق غير قريبة الولادة، فلذا قال "ودوابه"، عطف عام على خاص؛ لأنها لغة ما دبَّ على الأرض، وعرفًا اسم لذوات القوائم الأربع، كما قال المحلي، فشمل الغنم أيضًا؛ لأنه ذكرها آخر الفصل، وقدَّم الخاص على العام اعتناءً بذكر الخيل؛ لأن في نواصيها الخير، واللقاح؛ لأنها كرائم أموال العرب، وقد روى النسائي عن أنس: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد النساء من الخيل.
وروى مالك، والشيخان من طريقه عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
قال ابن عبد البر: فيه تفضيل الخيل على سائر الدوابّ؛ لأنه لم يأت عنه في غيرها مثل هذا القول.
وقال عياض: فيه مع وجيز لفظه من البلاغة والعذوبة، ما لا مزيد عليه في الحسن مع

الصفحة 97