كتاب فيض القدير - ط العلمية (اسم الجزء: 5)

6241 - (كفى بالمرء فقها إذا عبد الله ، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه) فالجاهل أو العاصي إذا عبد الله وتواضع وذل هيبة لله وخوفا منه فقد أطاع بقلبه فهو أطوع لله من العالم المتكبر ، والعابد المعجب.
ولذلك روي أن رجلا من بني إسرائيل أتى عابدا منهم فوطئ على رقبته وهو ساجد ، فقال ارفع فوالله الله لا يغفر الله لك فأوحى الله إليه أيها المتعالي علي بل أنت لا يغفر الله لك ، ولذلك قال الحسن : صاحب الصوف أشد كبرا من صاحب المطرف الخز أي إن صاحب الخز يذل لصاحب الصوف ، ويرى الفضل له ، وصاحب الصوف يرى الفضل لنفسه.
(حل عن ابن عمرو) بن العاص.
ورواه عنه الديلمي أيضا.
6242 - (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) أي إذا لم يتثبت لأنه يسمع عادة الصدق والكذب ، فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب ، والكذب الإخبار عن الشئ على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد ، لكن التعمد شرط الإثم.
قال القرطبي : والباء في بالمرء زائدة هنا على المفعول وفاعل كفى أن يحدث وقد تزاد الباء على فاعل كفى كقوله تعالى * (وكفى بالله شهيدا) * [ النساء : 79 و 166 ، الفتح : 28 ] (م) في مقدمة صحيحه (عن أبي هرير ة) ورواه أبو داود في الأدب مرسلا.
6243 - (كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع) تمامه قالوا : يا رسول الله وإن كان خيرا ؟ قال : وإن كان خيرا فهي مذلة إلا من رحمه الله وإن كان شرا فهو شر اه.
قالوا : وفيه تحذير من شر الإشارة إلى الإنسان بالأصابع.
(طب) وكذا أبو نعيم (عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه ، وليس كما قال ففيه كثير بن مروان المقدسي قال العقيلي : لا يتابع كثير على لفظه إلا من جهة مقارنته ، وقال يحيى : كثير ضعيف ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به ، ومن ثم أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال : لا يصح.

الصفحة 3