كتاب فيض القدير - ط العلمية (اسم الجزء: 5)

صارخ (أيها الخلائق سبحوا [ ص 485 ] الملك القدوس) أي قولوا سبحان الملك القدوس أو ما في معناه من قوله سبوح قدوس رب الملائكة والروح كأنه قيل نزهوا عن النقائص من هو منزه عنها ذكره المظهر.
(ع وابن السني عن الزبير) بن العوام.
8053 - (ما من صباح يصبحه العباد إلا وصارخ) الصراخ الاستغاثة بصوت رفيع يصرخ (يا أيها الناس لدوا للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب) اللام في الثلاثة لام العاقبة فهو تسمية للشئ
بعاقبته ، ونبه بهذا على أنه لا ينبغي للمرء أن يجمع من المال إلا قدر الحاجة ولا يبني من المساكن إلا ما تندفع به الضرورة وهو ما يقي الحر والبرد ويدفع الأعين والأيدي وما عدا ذلك فهو مضاد للدين مفسد له وقد اتخذ نوح بيتا من قصب فقيل له : لو بنيت فقال : هذا كثير لمن يموت وقال الحسن : دخلنا على صفوان بن محرز وهو في بيت من قصب قد مال عليه فقلنا : لو أصلحته فقال : كم من رمل مات وهذا قائم على حاله وأنشد البيهقي بسنده إلى سابق البربري : وللموت تغذو الوالدات سخالها * كما لخراب الدار تبنى المساكن وأنشد ابن حجر : بني الدنيا أقلوا الهم فيها * فما فيها يؤول إلى الفوات بناء للخراب وجمع مال * ليفنى والتوالد للممات (هب) من رواية موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي حكيم مولى الزبير (عن الزبير) بن العوام قال ابن حجر في تخريج المختصر : حديث غريب وموسى وشيخه ضعيفان وأبو حكيم مجهول.
8054 - (ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا يا جارة هل مر بك اليوم عبد صالح) قال الإمام : يجوز أن يراد بصالح المفرد والجمع وقيل أصله صالحون فحذفت النون والواو (صلى عليك أو ذكر الله ؟ فإن قالت نعم رأت أن لها بذلك فضلا) هذا ظاهر في أن الأرض تتكلم بلسان القال ولا مانع منه ولا ملجئ لجعله بلسان الحال كما زعمه البعض له ولا يلزم من كونه بلسان القال سماعنا ولا كونه ككلامنا بل قد يكون على نحو آخر من أنحاء الكلام.
- (طس حل نن أنس) ثم قال مخرجه أبو نعيم : غريب من حديث صالح المري تفرد به عن إسماعيل بن عيسى القناديلي اه.
وقال الهيثمي : فيه صالح المري ضعيف.

الصفحة 619