كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 10 @

$ ذكر خلع سليمان بن هشام بن عبد الملك مروان بن محمد $
وفي هذه السنة خلع سليمان بن هاشم بن عبد الملك مروان بن محمد وحاربه وكان السبب في ذلك ما ذكرنا من قدوم الجنود عليه وتحسينهم له خلع مروان وقالوا له أنت أوضأ عند الناس من مروان وأولى بالخلافة فأجابهم إلى ذلك وسار باخوته ومواليه معهم فعسكر بقنسرين وكان أهل الشام فأتوه من كل وجه وبلغ الخبر مروان فرجع إليه من قرقيسيا وكتب إلى ابن هبيرة يأمره بالمقام واجتاز مروان في رجوعه بحصن الكامل وفيه جماعة من موالي سليمان وأولاد هشام فتحصنوا منه فأرسل إليهم إني أحذركم أن تعرضوا لأحد ممن يتبعني من جندي بأذى فإن فعلتم فلا أمان لكم عندي فأرسلوا إليه أنا نستكف ومضى مروان فجعلوا يغيرون على من يتبعه من أخريات الناس وبلغه ذلك فتغيظ عليهم واجتمع إلى سليمان نحو من سبعين ألفا من أهل الشام والذكوانية وغيرهم وعسكر بقرية خساف من أرض قنسرين واتاه مروان فواقعه عند وصوله فاشتد بينهم القتال وانهزم سليمان ومن معه واتبعتهم خيل مروان تقتل وتأسر واستباحوا عسكرهم ووقف مروان موقفا ووقف ابناه موقفين ووقف كوثر صاحب شرطته موقفا وأمرهم أن لا يؤتوا بأسير إلا قتلوه إلا عبدا مملوكا فاحصي من قتلاهم يومئذ ما ينوف على ثلاثين ألف قتيل وقتل إبراهيم بن سليمان واكثر ولده وخالد بن هشام المخزومي خال هشام بن عبد الملك وادعى كثير من الأسراء للجند انهم عبيد فكف عن قتلهم وأمر ببيعهم فيمن يزيد مع من أصيب من عسكرهم ومضى سليمان حتى انتهى إلى حمص وانضم إليه من افلت ممن كان معه فعسكر بها وبنى ما كان مروان أمر بهدمه من حيطانها وسار مروان إلى حصن الكامل حنقا على من فيه فحصرهم وأنزلهم على حكمه فمثل بهم وأخذهم أهل الرقة فدأووا جراحاتهم فهلك بعضهم وبقي أكثرهم وكانت عدتهم نحوا من ثلاثمائة ثم سار إلى سليمان ومن معه فقال بعضهم لبعض حتى متى ننهزم من مروان فتبايع سبعمائة من فرسانهم على الموت وساروا بأجمعهم مجمعين على أن يبيتوه أن

الصفحة 10