كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 103 @
الكتاب إليه فقتل العتكي وحبس ابنيه فلما هزم عبد الله قتلهما وكان عبد الله بن علي قد خشي أن لا يناصحه أهل خراسان فقتل منهم نحوا من سبعة عشر ألفا واستعمل حميد بن قحطبة على حلب وكتب معه فلما كان ببعض الطريق قال إن ذهابي بكتاب لا اعلم ما فيه لغرز فقرأه فلما رأى ما فيه لأعلم خاصته ما في هذا الكتاب وقال من أراد المسير معي منكم فليسر فاتبعه ناس كثير منهم وسار على الرصافة إلى العراق فأمر المنصور محمد بن صول بالمسير إلى عبد الله بن علي ليمكر به فلما أتاه قال له أني سمعت أبا العباس يقول الخليفة بعدي عمي عبد الله فقال له كذبت إنما وضعت أبو جعفر فضرب عنقه ومحمد بن صول هو جد إبراهيم بن العباس الكاتب الصولي
ثم أقبل عبد الله جبن علي حتى نزل نصيبين وخندق عليه وقدم أبو مسلم فيمن معه وكان المنصور قد كتب إلى الحسن بن قحطبة وكان خليفته بأرمينية يأمره أن يوافي أبا مسلم فقدم على أبي مسلم بالموصل واقبل أبو مسلم فنزل ناحية نصيبين فاخذ طريق الشام ولم يعرض لعبد الله وكتب إليه أني لم اؤمر بقتالك ولكن أمير المؤمنين ولاني الشام فأنا أريدها فقال من كان مع عبد الله من الأهل الشام لعبد الله كيف نكون معك وهذا يأتي بلادنا فيقتل من قدر عليه من رجالنا ويسبي ذرارينا ولكن نخرج إلى بلادنا فنمنعه ونقاتله فقال لهم عبد الله انه والله ما يريد الشام وما توجه إلا لقتالكم وان أقمتم ليأتينكم فأبو إلا المسير إلى الشام وأبو مسلم قريب منهم فارتحل عبد الله نحو الشام وتحول أبو مسلم فنزل في معسكر عبد الله بن علي في موضعه وغور ما حوله من المياه وألفى فيها الجيف وبلغ عبد الله ذلك فقال لأصحابه ألم أقل لكم ورجع فنزل في موضع عسكر أبي مسلم الذي كان به فاقتتلوا خمسة أشهر وأهل الشام أكثر فرسانا واكمل عدة وعلى ميمنة عبد الله بكار بن سلم العقيلي وعلى ميسرته حبيب بن سويد الأسدي وعلى الخيل عبد الصمد بن علي أخو عبد الله وعلى ميمنة أبي مسلم الحسن بن قحط به وعلى ميسرته خازم فاقتتلوا شهرا ثم أن أصحاب عبد الله حملوا على عسكر أبي مسلم فأزالوهم عن مواضعهم ورجعوا ثم حمل عليهم عبد الصمد بن علي في خيل مجردة فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ورجع في أصحابه ثم تجمعوا وحملوا ثانية على أصحاب أبي مسلم فأزالوا صفهم وجالوا جولة

الصفحة 103