كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 105 @

$ ذكر قتل أبي مسلم الخراساني $
وفي هذه السنة قتل أبو مسلم الخراساني قتله المنصور وكان سبب ذلك أن أبا مسلم كتب إلى السفاح يستأذنه في الحج على ما تقدم وكتب السفاح إلى المنصور وهو على الجزيرة وارمينية واذربيجان ان أبا مسلم كتب الي يستأذنني ي الحج وقد أذنت له وهو يرد أن يسألني أن أوليه الموسم فاكتب إلي تستأذنني في الحج فآذن لك فانك إن كنت بمكة لم يطمع أن يتقدمك فكتب المنصور إلى أخيه السفاح يستأذنه في الحج ف أذن له فقدم الأنبار فقال أبو مسلم أما وجد أبو جعفر عاما يحج فيه غير هذا وحقدها عليه وحجا معا فكان أبو مسلم يكسو الأعراب ويصلح الأبار والطريق وكان الذكر له وكان الأعراب يقولون هذا المكذوب عليه فلما قدم مكة ورأى أهل اليمن قال أي جند هؤلاء لو لقيهم رجل ظريف اللسان غزير الدمعة فلما صدر الناس عن الموسم تقدم أبو مسلم في الطريق على أبي جعفر فأتاه خبر وفاة السفاح فكتب إلى أبي جعفر يعزيه عن أخيه ولم يهنئه بالخلافة ولم يقم حتى يلحقه ولم يرجع فغضب أبو جعفر وكتب إليه كتابا غليظا فلما أتاه الكتاب كتب إليه يهنئه بالخلافة
وتقدم أبو مسلم فأتى الأنبار فدعا عيسى بن موسى إلى أن يبايع له فأتى عيسى وقدم أبو جعفر وخلع عبد الله بن علي فسير المنصور أبا مسلم إلى قتاله كما تقدم فكانا مع الحسن بن قحطبة فأرسل الحسن إلى أبي أيوب وزير المنصور إني قد رأيت بأبي مسلم أنه يأتيه كتاب أمير المؤمنين فيقرأه ثم يلقي الكتاب مكن يده إلى مالك بن الهيثم فيقرأه ويضحكان استهزاء فلما ألقيت الرسالة إلى أبي أيوب ضحك وقال نحن لأبي مسلم أشد تهمة منا لعبد الله بن علي إلا أنا نرجو واحدة نعلم أن أهل خراسان لا يحبون عبد الله وقد قتل منهم من قتل وكان قتل منهم سبعة عشر ألفا فلما انهزم عبد الله وجمع أبو مسلم ما غنم من عسكره بعث أبو جعفر أبا الخصيب إلى أبي مسلم ليكتب له ما أصاب من الأموال فأراد أبو مسلم قتله فتكلم فيه فخلى سبيله وقال أنا أمين على الدماء خائن في الأموال وشتم المنصور فرجع أبو الخصيب إلى المنصور فأخبره فخاف أن يمضي أبو مسلم إلى خراسان فكتب إليه أني قد وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان فوجه إلى مصر من أحببت وأقم بالشام فتكون بقرب أمير المؤمنين

الصفحة 105