كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 107 @
أبو مسلم طريق حلوان فقال المنصور لعمه عيسى بن علي ومن حضر من بني هاشم اكتبوا إلى أبي مسلم فكتبوا إليه يعظمون أمره ويشكرونه ويسألونه أن يتم على ما كان منه وعليه من الطاعة ويحذرونه عاقبة البغي ويأمرونه بالرجوع إلى المنصور وبعث المنصور الكتاب مع أبي حميد المروروزي وقال له كلم أبا مسلم بألين ما تكلم به أحدا ومنه وأعلمكه أني رافعه وصانه به ما لم يصنعه به أحد إن هو صلح وراجع ما أحب فإن أبى أن يرجع فقل له يقول لك أمير المؤمنين لست من العباس واني بريء من محمد إن مضيت مشاقا ولم تأتني إن وكلت أمرك إلى أحد سواي وإن لم أل طلبك وقتالك بنفسي ولو خضت البحر لخضته أو اقتحمت النار لاقتحمتها حتى أقتلك أو أموت قبل ذلك ولا تقولن هذا الكلام حتى تيأس من رجوعه ولا تطمعن منه في خير فسار أبو حميد فقدم على أبي مسلم بحلوان فدفع إليه الكتاب وقال له إن الناس يبلغونك عن أمير المؤمنين ما لم يقله وخلاف ما عليه رأيه منك حسدا وبغيا يريدون إزالة النعمة وتغييرها فلا تفسد ما كان منك وكلمه وقال يا أبا مسلم انك لم تزل أمير آل محمد يعرفك بذلك الناس وما ذخر الله لك من الأجر عنده في ذلك أعظم مما أنت فيه من دنياك فلا تحبط أجرك ولا يستهوينك الشيطان فقال له أبو مسلم متى كنت تكلمني بهذا الكلام فقال إنك دعوتنا إلى هذا الأمر والى طاعة أهل بيت النبي بني العباس وأمرتنا بقتال من خالف ذلك فدعوتنا من أرضين متفرقة وأسباب مختلفة فجمعنا الله على طاعتهم وألف ما بين قلوبنا وأعزنا بنصرنا لهم ولم نلق منهم رجلا إلا بما قذف الله في قلوبنا حتى أتيناهم في بلادهم ببصائر نافذة وطاعة خالصة أفتريد حين بلغنا غاية منانا ومنتهى أملنا أن تفسد أمرنا وتفرق كلمتنا وقد قلت لنا من خالفكم فاقتلوه وإن خالفتكم فاقتلوني فأقبل أبو مسلم على أبي نصر بن مالك بن الهيثم فقال أما تسمع ما يقول لي هذا ما كان بكلامه يا مالك جقال لا تسمع قوله ولا يهولنك هذا منه فلعمري ما هذا كلامه ولما بعد هذا أشد منه فامض لأمرك ولا ترجع فوالله لئن أتيته ليقتلنك ولقد وقع في نفسه منك شيء لا يأمنك أبدا فقال قوموا فنهضوا
فأرسل أبو مسلم إلى نيزك فعرض علبه الكتب وما قالوا فقال ما أرى أن نأتيه وارى أن تأتي الري فتقيم بها ما بين خراسان والرأي لك وهم جندك لا يخالفك أحد فإن

الصفحة 107