@ 108 @
استقام لك استقمت له وإن أبى كنت في جندك وكانت خراسان وراءك ورأيت رأيك فدعا أبا حميد فقال ارجعه إلى صاحبك فليس من رأي أن آتيه قال قد عزمت على خلافه قال نعم قال لا تفعل قال لا أعود إليه أبدا فلما يئس من رجوعه معه قال له ما أمره به أبو جعفر فوجم طويلا ثم قال قم فكسره ذلك القول ورعبه وكان أبو جعفر المنصور قد كتب إلى أب داود خليفة أبي مسلم بخراسان حين اتهم أبا مسلم ان لك امرة خراسان ما بقيت فكتب أبي داود إلى أبي مسلم أنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله وأهل بيت نبيه فلا تخالفن أمامك ولا ترجعن إلا بإذنه فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعبا وهما فأرسل إلى أبي حميد فقال له أني كنت عازما على المضي إلى خراسان ثم رأيت أن أوجه أبا إسحاق إلى أمير المؤمنين فيأتيني برأيه فانه ممن أثق به فوجهه فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يحب زوقال له المنصور اصرفه عن وجهه ولطك ولاية خراسان واجازه فرجع أبو إسحاق وقال لأبي مسلم ما أنكرت شيئا رأيتهم معظمين لحقك يرون لك ما يرون لأنفسهم وأشار عليه أن يرجع إلى أمير المؤمنين فيعتذر إليه مما كان منه فاجتمع على ذلك فقال له نيزك قد أجمعت على الرجوع قال نعم وتمثل
( ما للرجال مع القضاء محالة ... ذهب القضاء بحيلة الأقوام )
قال إذا عزمت على هذا فخار الله لك احفظ عني واحدة إذا دخلت عليه فاقتله ثم بايع من شئت فإن الناس لا يخالفونك وكتب أبو مسلم إلى المنصور يخبره انه منصرف إليه وسار نحوه واستخلف أبا نصر على عسكره وقال له أقم حتى يأتيك كتابي فان أتاك مختوما بنصف خاتم فأنا كتبته وان أتاك بخاتم كله فلم أختمه وقدم المدائن في ثلاثة آلاف رجل وخلف الناس بحلوتان ولما ورد كتاب أبي مسلم على المنصور قرأه وألقاه إلى أبي أيوب وزيره فقرأه وقال له المنصور والله لئن ملأت عيني لاقتلنه فخاف أبو أيوب من أصحاب أبي مسلم أن يقتلوا المنصور ويقتلوه معه فدعا سلمة بن سعيد بن جابر وقال له هل عندك شكر فقال نعم قال إن وليتك ولاية تصيب منها متا يصيب صاحب العراق تدخل معك أخي حاتما وأراد بإدخال أخيه معه أن يطمع ولا ينكر وتجعل له النصف قال نعم قال له إن كسكر كانت عام