كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 111 @
وطاعته ورأي الامام إبراهيم كان فيه فقال يا احمق والله ما اعلم في الأرض عدوا اعدى لك منه ها هو ذا في البساط فقال عيسى أنا لله وانا إليه راجعون وكان لعيسى فيه رأي فقال له المنصور خلع الله قلبك وهل كان لكم ملك أو سلطان أو أمر أو نهي مع أبي مسلم ثم دعا المنصور بجعفر بن حنظلة فدخل عليه فقال ما تقول في أمر أبي مسلم قال يا مير المؤمنين ان كنت اخذت من راسه شعرة فاقتل ثم اقتل فقال له المنصور وفقك الله فلما نظر إلى أبي مسلم مقتولا قال يا أمير المؤمنين عد من هذا اليوم خلافتك ثم دعا المنصور بابي إسحاق فلما دخل عليه قال له أنت المانع عدو الله على ما اجمع عليه وقد كان بلغه انه اشار عليه باتيان خراسان قال فكف أبو إسحاق وجعل يلتفت يمينا وشمالا خوفا من أبي مسلم فقال لهالمنصور تكلم بما أردت فقد قتل الله الفاسق وأمر باخراجه فلما رآه أبو إسحاق خر ساجدا لله فأطال ورفع رأسه وهو يقول الحمد لله الذي أمتني بك اليوم والله ما أمنته يوما واحدا منذ صحبته وما جئته يوما قط الا وقد اوصيت وتكفنت وتحنطت ثم رفع ثيابه الظاهرة فإذا تحتها ثياب أكفان جدد وقد تحنط فلما رأى أبو جعفر حاله رحمه وقال له استقبل طاعة خليفتك واحمد الله الذي أراحك من الفاسق هذا ثم قال له فرق عني هذه الجماعة
ثم كتب المنصور بعد قتل أبي مسلم إلى أبي نصر مالك بن الهيثم عن لسان أبي مسلم يامره بحمل ثقله وما خلف عنده وان يقدم وختم الكتاب بخاتم أبي مسلم فلما رأى الخاتم تاما علم ان أبا مسلم لم يكتب فقال فعلتموها وانحدر إلى همذان وهو يريد خراسان فكتب المنصور لابي نصر عهده على شهرزور وكتب إلى زهير وأبو التركي وهو على همذان ان مر بك أبو نصر فاحبسه فسبق الكتاب إلى زهير وأبو نصر بهمذان فقال له زهير قد صنعت لك طعاما فلو أكرمتني بدخول منزلي فحضر عنده فأخذه زهير وحبسه وتب أبو جعفر إلى زهير كتأبا يامره بقتل أبي نصر وقدم صاحب العهد على أبي نصر بعهده على شهرزور فخلى زهير سبيله لهواه فيه فخرج ثم وصل بعد يوم الكتاب إلى زهير بقتل أبي نصر فقال جاءني كتاب بعهده فخليت سبيله وقدم أبو نصر على المنصور فقال له اشرت على أبي مسلم بالمضي إلى خراسان قال نعم كأنت له عندي اياد فنصحت له وان اصطنعني أمير المؤمنين نصحت

الصفحة 111