@ 112 @
له وشكرت فعفا عنه فلما كان يوم الرواندية قام أبو نصر على باب القصر وقال أنا البواب اليوم لا يدخل أحد وانا حي فسال عنه المنصور فاخبر به فعلم ان قد نصح له وقيل ان زهيرا سير أبا نصر إلى المنصور مقيدا فمن عليه واستعمله على الموصل ولما قتل المنصور أبا مسلم خطب الناس فقال ايها الناس لا تخرجوا من انس الطاعة إلى وحشة المعصية ولا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم ف ضياء الحق إن أبا مسلم احسن مبتدئا واساء معقبا وأخذ من الناس بنا أكثر مما اعطانا ورجح قبيح باطنه على حسن ظاهره وعلمنا من خبث سريرته وفساد نيته ما لو علمه اللائم لنا فيه لعذرنا في قتله وعنفنا في إمهالنا وما زال ينقض بيعته ويخفر ذمته حتى احل لنا عقوبته وأباحنا دمه فحكمنا فيه حكمه لنا في غيره ممن شق العصا ولم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه وما احسن ما قال النابغة الذيباني للنعمان يعني ابن المنذر
( فمن أطاعك فانفعه بطاعته ... كما أطاعك وادلله على الرشد )
( ومن عصاك فعاقبه معاقبة ... تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد )
ثم نزل وكان أبو مسلم ق دسمع الحديث من عكرمة وأبي الزبير المكي وثابت البناني ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس والسدير وروى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ وعبد الله بن المبارك وغيرهما خطب يوما فقام إليه رجل فقال ما هذا السواد الذي أرى عليك فقال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله ان النبي دخل مكة يوم الفتح وعلى راسه عمامة سوداء وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة يا غلام اضرب عنقه قيل لعبد الله بن المبارك أبو مسلم كان خيرا أو الحجاج قال لا اقول ان أبا مسلم كان خيرا من أحد ولكن الحجاج كان شرا منه وكان أبو مسلم نازما شجاعا ذا رأي وعقل وتدبير وحزم ومروءة وقيل له بم نلت ما أنت فيه من القهر للأعداء فقال ارتديت الصبر وآثرت الكتمان وحالفت الاحزان والاشجان وسامحت المقادير والاحكام حتى بلغت غاية همتي وأدركت نهاية بغيتي ثم قال