كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 113 @
( قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بني ساسان اذ حشدوا )
( ما زلت أضربهم بالسيف فأنتهبوا ... من رقدة لم ينمها قبلهم أحد )
( طفقت اسعى عليهم في ديارهم ... والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا )
( ومن رعى غنما في أرض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد )
وقيل انأبا مسلم ورد نيسابور على حمار باكاف وليس معه آدمي فقصد في بعض الليالي دارا لفاذوسيان فدق عليه الباب ففزع أصحابه وخرجوا إليه فقال لهم قولوا للدهقان ان أبا مسلم بالباب يطلب منك ألف درهم ودابة فقالوا للدهقان ذلك فقال الدهقان في أي زي واي عدة فأخبروه أنه وحده في أدون زي فسكت ساعة ثم دعا بألف درهم ودابة من خواص دوابه وأذن له وقال يا أبا مسلم قد اسعغفناك بما طلبت وإن عرضت حاجة أخرى فنحن بين يديك فقال ما نضيع لك ما فعلته فلما ملك قال له بعض أقاربه إن فتحت نيسابور أخذت كل ما تريده من مال الفاذوسيان دهقانها المجوسي فقال أبو مسلم له عندنا يد فلما ملك نيسابور اتته هدايا الفاذوسيان فقيل له لا تقبلها واطلب منه الأموال فقال له عندي يد ولم يتعرض له ولا لأحد من أصحابه وأمواله وهذا يدل على علو همة وكمال مروءة وفي هذه السنة استعمل المنصور أبا داود على خراسان وكتب إليه بعهده
$ ذكر خروج سنباذ بخراسان $
وفي هذه السنة خرج سنباذ بخراسان يطلب بدم أبي مسلم وكان مجوسيا من قرية من قرى نيسابور يقال لها أهروانه كانظهوره غضبا لقتل أبي مسلم لأنه كان من صنائعه وكثر اتباعه وكان عامتهم من أهل الجبال وغلب على نيسابور وقومس والري وتسمى فيروز اصبهبذ فلما صار بالري أخذ خزائن أبي مسلم وكان أبو مسلم خلفها بالري حين شخص إلى أبي العباس وسبى الحرم ونهب الأموال ولم يعرض للتجار وكان يظهر انه يقصد الكعبة ويهدمها فوجه إليه المنصور جمهور إبراهيم ن مرار العجلي في عشرة آلاف فارس فالتقوا بين همذان والري

الصفحة 113