@ 114 @
على طرف المفازة وعزم الجمهور على مطاولته فلما التقوا قدم سنباذ السبايا من النساء المسلمات على الجمال فلما رأين عسكر المسلمين قمن في المحامل ونادين وامحمداه ذهب الإسلام ووقعت الريح في أثوابهن فنفرن الابل وعادت على عسكر سنباذ فتفرق العسكر وكان ذلك سبب الهزيمة وتبع المسلمون الابل ووضعوا السيوف في المجوس ومن معهم فقتلوهم كيف شاؤوا وكان عدد القتلى نحوا من ستين ألفا وسبى ذراريهم ونساءهم ثم قتل سنباذ بين طبرستان وقومس وكان بين مخرج سنباذ وقتله سبعون ليلة وكان سبب قتله أنه قصد طبرستان ملتجئا إلى صاحبها فأرسل إلى طريقه عاملا له اسمه طوس فتكبر عليه سنباذ فضرب طوس عنقه وكتب إلى المنصور بقتله وأخذ ما معه من الأموال وكتب المنصور إلى صاحب طبرستان يطلب منه الأموال فانكرها فسير الجنود إليه فهرب إلى الديلم
$ ذكر خروج ملبد بن حرملة الشيباني $
وفي هذه السنة خرج ملبد بن حرملة الشيباني فحكم بناحية الجزيرة فسارت إليه روابط الجزيرة وهو في نحو ألف فارس فقاتلهم وهزمهم وقتل من قتل منهم ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبي فهزمه ملبد بعد قتال شديد وأخذ جارية له كان يطؤها فوجه إليه المنصور مولاه مهلهل بن صفوان في ألفين من نخبة الجند فهزمهم ملبد واستباح عسكرهم ثم وجه إليه نزارا قائدا من قواد خراسان فقتله ملبد وانهزم أصحابه ثم وجه زياد بن مشكان في جمع كثير فلقيهم ملبد فهزمهم ثم وجه إليه صالح بن صبيح في جيش كثيف وخيل كثيرة وعدة فهزمهم ملبد ثم سار إليه حميد بن قحطبة وهو على الجزيرة يومئذ فلقيه ملبد فهزمه وتحصن منه حميد بن قحطبة وأعطاه مائة ألف درهم على أن يكف عنه وقيل إن خروج ملبد كان سنة ثمان وثلاثين ومائة
$ ذكر عدة حوادث $
ولم يكن للناس في هذه السنة صائفة لشغل السلطان بحرب سنباذ وحج بالناس هذه السنة اسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس وهو على الموصل وكان على المدينة زياد بن عبيد الله وعلى مكة العباس بن عبد الله بن معبد ومات العباس عند انقضاء الموسم فضم اسماعيل عمله إلى زياد بن عبيد الله وأقره المنصور عليه وكان