كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 117 @
نحو خازم وسار إليه خازم وعلى مقدمته وطلائعه فضلى بن نعيم بن خازم بن عبد الله النهشلي وعلى ميمنته زهير بن محمد العامري وعلى ميسرته أبو حماد الابرص وخازم في القلب فلم يزل يساير ملبدا وأصحابه إلى الليل وتواقعوا ليلتهم فلما كان الغد سار ملبد نحو كورة حزه وخازم وأصحابه يسايرونهم حتى غشيهم الليل واصبحوا من الغد فسار ملبد كانه يريد الهرب فخرج خازم في اثره وتركوا خندقهم وكان خازم قد خندق على أصحابه بالحسك فلما خرجوا منه حمل عليهم ملبد وأصحابه فلما رأى ذلك خازم القى الحسك بين يديه ويدي أصحابه فحملوا على ميمنة خازم فطووها ثم خملوا على الميسرة فطووها ثم أنتهوا إلى القلب وفيه خازم فنادى خازم في أصحابه الأرض الأرض فنزلوا ونزل ملبد وأصحابه وعقروا عامة دوابهم ثم اضطربوا بالسيوف حتى تقطعت وأمر خازم فضلة بن نعيم أن إذا سطع الغبار ولم يبصر بعضنا بعضا فارجع إلى خيلك وخيل اصحابك فاركبوها ثم ارموهم بنشاب ففعل ذلك وتراجع أصحاب خازم من الميمنة والميسرة ثم رشقوا ملبدا وأصحابه بالنشاب فقتل ملبد في ثمانمئة رجل ممن ترجل وقتل منهم قبل أن يترجلوا زهاء ثلاثمائة وهرب الباقون وتبعهم فضلة فقتل منهم مائة وخمسين رجلا
$ ذكر عدة حوادث $
في هذهالسنة خرج قسطنطين ملك الروم إلى بلاد الإسلام فدخل ملطية عنوة وقهرا وغلب اهلها وهدم سورها وعفا عمن فيها من المقاتلة والذرية
وفيها غزا العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفة مع صالح بن علي وعيسى بنت علي وقيل كأنت سنة تسع وثلاثين فبنى صالح ما كان ملك الروم أخربه من سور ملطية وفيها بايع عبد الله بن علي للمنصور وهو مقيم بالبصرة مع أخيه سليمان بن علي
وفيها وسع المنصور المسجد الحرام وحج بالناس هذه السنة الفضل بن صالح ابن علي وكان على المدينة ومكة والطائف زياد بن عبيد الله الحارثي وعلى

الصفحة 117