كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 13 @
أصحابه نحو واسط وأروا قوما لم يروا اشد باسا منهم وكان ممن لحق بواسط النضر بن سعيد الحرشي وإسماعيل بن عبد الله القسري أخو خالد ومنصور بن جمهور والاصبغ بن ذؤالة وغيرهم من الوجوه وبقي ابن عمر فيمن عنده من أصحابه لم يبرح فقال له أصحابه قد هرب الناس فعلام تقيم فبقي يومين لا يرى إلا هاربا فرحل عند ذلك إلى واسط واستولى الضحاك على الكوفة ودخلها ولم يأمنه عبيد الله بن العباس الكندي على نفسه فصار مع الضحاك وبايعه وصار في عسكره فقال أبو عطاء السندي له يعيره بإتباعه الضحاك وقد قتل أخاه
( فقل لعبيد الله لو كان جعفر ... هو الحي لم يجنح وأنت قتيل )
( ولم يتبع المراق والثار فيهم ... وفي كفه عضب الذباب صقيل )
( إلى معشر ردوا أخاك واكفروا ... اباك فماذا بعد ذاك تقول )
فلما بلغ عبيد الله هذا البيت من قول أبي عطاء قال أقول عض ببظر أمك
( فلا وصلتك الرحم من ذي قرابة ... وطالب وتر والذيلي ذليل )
( تركت أخا شيبان يسلب بزه ... ونجاك خوار العنان مطول )
ووصل ابن عمر إلى واسط فنزل بدار الحجاج بن يوسف وعادت الحرب بين عبد الله والنضر إلى ما كانت عليه قبل قدوم الضحاك إلى النضر يطلب أن يسلم إليه ابن عمر ولاية العراق بعهد مروان له وابن عمر يمتنع وسار الضحاك من الكوفة إلى واسط واستخلف ملجان الشيباني ونزل الضحاك باب المضمار فلما رأى ذلك ابن عمر والنضر تركا الحرب بينهما واتفقا على قتال الضحاك فلم يزالوا على ذلك شعبان وشهر رمضان وشوال والقتال بينهم متواصل ثم أن منصور بن جمهور قال لابن عمر ما رأيت في الناس مثل هؤلاء فلم تحاربهم وتشغلهم عن مروان أعطهم الرضا واجعلهم بينك وين مروان فانهم يرجعون عنا إليه ويوسعونه شرا فان ظفروا به كان ما أردت وكنت عندهم آمنا وإن ظفر بهم وأردت خلافه وقتاله قتلته وأنت مستريح فقال ابن عمر لا تعجل حتى ننظر فلحق بهم منصور وناداهم إني أريد أن أسلم

الصفحة 13