كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 17 @

$ ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائة $
$ ذكر قتل الحرث بن سريج وغلبة الكرماني على مرو $
قد تقدم ذكر أمان يزيد بن الوليد للحرث بن سريج وعوده من بلاد المشركين إلى بلاد الإسلام وما كان بينه وبين نصر من الاختلاف فلما ولي ابن هبيرة العراق كتب إلى نصر بعهده على خراسان فبايع لمروان بن محمد فقال الحرث إنما أمنني يزيد وبم يرمنني مروان ولا يجيز مروان أمان يزيد فلا آمنه فخالف نصرا فأرسل إليه نصر يدعوه إلى الجماعة وينهاه عن الفرقة وأطماع العدو فلم يجبه إلى ما أراد وخرج فعسكر وأرسل إلى نصر اجعل الأمر شورى فأبى نصر وأم الحرث جهم بن صفوان راس الجهمية وهو مولى راسب أن يقرا سيرته وما يدعو إليه على الناس فلما سمعوا ذلك كثروا وكثر جمعه
وأرسل الحرث إلى نصر ليعزل سالم بن أحوز عن شرطته ويغير عماله ويقر الأمر بينهما أن يختاروا رجالا يسمون لهم قوما يعملون بكتاب الله فاختار نصر مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان واختار الحرث المغيرة بن شعبة الجهضمي ومعاذ بن جبلة وأمر نصر كاتبه أن يكتب ما يرضي هؤلاء الأربعة من السنن وما يختارونه من العمال فيوليهم ثغر سمرقند وطخارستان وكان الحرث يظهر أنه صاحب الراية السود فأرسل إليه نصر أن كنت تزعم أنكم تهدمون سور دمشق وتزيلون ملك بني أمية فخذ مني خمسمائة راس ومائتي بعير واحمل من الأموال ما شئت وآلة الحرب وسر فلعمري لئن كنت صاحب ما ذكرت أني لفي يدك وإن كنت لست ذلك فقد أهلكت عشيرتك فقال الحرث قد علمت أن هذا حق ولكن لا يبايعني عليه من صحبني فقال نصر فقد ظهر انهم ليسوا على رأيك فاذكر الله في عشرين ألفا من ربيعة واليمن يهلكون فيما بينكم وعرض عليه نصر أن يوليه ما وراء النهر ويعطيه ثلاثمائة

الصفحة 17