كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 18 @
ألف فلم يقبل فقال له نصر فابدأ بالكرماني فإنه قتلته فأنا في طاعتك فلم يقبل ثم تراضيا بان حكما جهم بن صفوان ومقاتل بن حيان فحكما بأن يعتزل نصر وأن يكون الأمر شورى فلم يقبل نصر فخالفه الحرث واتهم نصر قوما من أصحابه أنهم كاتبوا الحرث فاعتذروا إليه فقبل عذرهم وقد عليه جمع من أهل خراسان حين سمعوا بالفتنة منهم عاصم بن عمير الصريمي وأبو الذيال الناجي ومسلم بن عبد الرحمن وغيرهم وأمر الحرث أن تقرأ سيرته في الأسواق والمساجد وعلى باب نصر فقرئت فأتاه خلق كثير وقرأها رحل على باب نصر فضربه غلمان نصر فنابذهم الحرث وتجهزوا للحرب ودل رجل من أهل مرو الحرث على نقب في سورها فمضى الحرث إليه فنقبه ودخل المدينة من ناحية باب بالين فقاتلهم جهم بن مسعود الناجي فقتل جهم وانتهبوا منزل سالم بن أحوز وقتلوا من كان يحرس باب بالين وذلك يوم الاثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة وعدل الحرث في سكة السعد فرأى أعين مولى حيان فقاتله فقتل أعين وركب سالم حين أصبح وأمر مناديا فنادى من جاء براس فله ثلاثمائة فلم تطلع الشمس حتى انهزم الحرث وقاتلهم الليل كله وأتى سالم عسكر الحرث فقتل كاتبه واسمه يزيد بن داود وقتل الرجل الذي دل الحرث على النقب
وأرسل نصر إلى الكرماني فأتاه على عهد وعنده جماعة فوقع بين سالم بن أحوز ومقدام بن نعيم كلام فأغلظ كل واحد منهما لصحابه فأعان كل واحد منهما نفر من الحاضرين فخاف الكرماني أن يكون مكرا من نصر فقام وتعلقوا به فلم يجلس وركب فرسه ورجع وقال أراد نصر الغدر بي وأسر يومئذ جهم بن صفوان وكان مع الكرماني فقتل وأرسل الحرث ابنه حاتما إلى الكرماني فقال له محمد بن المثنتى هما عدواك دعهما يضطربان فلما كان الغد ركب الكرماني إلى باب مديان يزيد فقاتل أصحاب نصر واقبل الكرماني إلى باب حرب بن عامر ووجه أصحابه إلى نصر يوم الأربعاء فتراموا ثم تحاجزوا ولم يكن بينهم يوم الخميس قتال والتقوا يوم الجمعة فانهزم الأزد حتى وصلوا إلى الكرماني فأخذ اللواء بيده فقاتل به وانهزم أصحاب نصر وأخذوا لهم ثمانين فرسا وصرع تميم بن نصر وأخذوا له برذونين وسقط سالم بن أحوز فحمل إلى عسكر نصر فلما كان بعض الليل خرج نصر بن مرو وقيل عصمة بن

الصفحة 18