كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 19 @
عبد الله الأسدي فكان يحمي أصحاب نصر واقتتلوا ثلاثة أيام فانهزم أصحاب الكرماني في آخر يوم وهم الازد وربيعة فنادى الخليل بن غزوان يا معشر ربيعة واليمن قد دخل الحرث السوق وقتل ابن الاقطع يعني نصر بن سيار فقطع في أعضاد المضرية وهم أصحاب نصر فانهزموا وترجل تميم بن نصر فقاتل فلما هزمت اليمانية مضر أرسل الحرث إلى نصران اليمانية يعيرونني بانهزامكم وأنا كاف فاجعل حماة أصحابك بازاء الكرماني فأخذ عليه نصر العهود بذلك وقدم على نصر عبد الملك بن سعد العودي وأبو جعفر عيسى بن حرز من مكة فقال نصر لعبد الحكم العوذي وهم بطن من الازد أما ترى ما فعل سفهاء قومك فقال بل سفهاء قومك طالت ولايتها بولايتك دون ربيعة واليمن فنظروا في ربيعة واليمن علماء وسفهاء فغلب السفهاء العلماء فقال أبو جعفر عيسى لنصر أيها الأمير حسبك من الولاية وهذه الأمور فإنه قد أظلك أمر عظيم سيقوم رجل مجهول النسب يظهر السواد ويدعو إلى دولة تكون فيغلب على الأمر وأنتم تنظرون فقال نصر ما أشبه أن يكون كما تقول لقلة الوفاء وسوء ذات البين فقال أن الحرث مقتول مصلوب وما الكرماني من ذلك ببعيد
فلما خرج نصر بن مرو غلب الكرماني وخطب الناس فأمنهم وهدم الدور ونهب الأموال فأنكر الحرث عليه ذلك فهم الكرماني به ثم تركه واعتزل بشر بن جرموز الضبي في خمسة آلاف وقال للحرث إنما قتلت معك طلب العدل فأما إذا أنت مع الكرماني فما تقاتل إلا ليقال غلب الحرث وهؤلاء يقاتلون عصبية فلست مقاتلا معك فنحن الفئة العادلة لا نقاتل إلا من يقاتلنا واتى الحرث مسجد عياض وأرسل إلى الكرماني يدعوه إلى أن يكون الأمر شورى فأبى الكرماني فانتقل الحرث عنه وأقاموا أياما ثم أن الحرث أتى السور فثلم فيه ثلمة ودخل البلد واتى الكرماني فاقتتلوا فاشتد القتال بينهم فانهزم الحرث وقتلوا ما بين الثلمة وعسكرهم والحرث على بغل فنزل عنه وركب فرسا وبقي في مائة فقتل عند شجرة زيتون أو غبيراء وقتل أخوه سوادة وغيرهما

الصفحة 19