كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 22 @
حتى قتلوا واستولى الضحاك على الموصل وكورها
وبلغ مروان خبره وهو محاصر حمص مشتغل بقتال أهلها فكتب إلى ابنه عبد الله وهو خليفته بالجزيرة يأمره أن يسير إلى نصيبين فيمن معه الضحاك عن توسط الجزيرة فسار إليها في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف وسار الضحاك إلى نصيبين فحصر عبد الله فيها وكان مع الضحاك ما يزيد على مائة ألف ووجه قائدين من قواده إلى الرقة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف فقاتله من بها فوجه إليهم مروان من رحلهم عنها ثم أن مروان سار إلى الضحاك فالتقوا بنواحي كفرتوثا من أعمال ماردين فقاتله يومه اجمع فلما كان عند المساء ترجل الضحاك ومعه من ذوي الثبات وأرباب البصائر نحو من ستة آلاف ولم يعلم أكثر أهل عسكره لما كان فأحدقت بهم خيول مروان والحوا عليهم في القتال حتى قتلوهم عند العتمة وانصرف من بقي من أصحاب الضحاك عند العتمة إلى عسكرهم ولم يعلموا بقتل الضحاك ولم يعلم به مروان أيضا وجاء بعض من عاينه إلى أصحابه فأخبرهم فبكوا وناحوا عليه وخرج قائد من قواده إلى مروان فاخبره فأرسل معه النيران والشمع فطافوا عليه فوجدوه قتيلا وفي وجهه وفي رأسه أكثر من عشرين ضربة فكبروا فعرف عسكر الضحاك انهم قد علموا بقتله وبعث مروان رأسه إلى مدائن الجزيرة فطيف به فيها وقيل أن الضحاك والخيبري إنما قتلا سنة تسع وعشرين
$ ذكر قتل الخيبري وولاية شيبان $
ولما قتل الضحاك اصبح أهل عسكره فبايعوا الخيبري وأقاموا يومئذ وغادوا القتال من بعد الغد وصافوا مروان وصافهم وكان سليمان بن هشام بن عبد الملك مع الخيبري وكان قبله مع الضحاك وقد ذكرنا سبب قدومه وقيل بل قدم على الضحاك وهو بنصيبين في أكثر من ثلاثة آلاف من أهل بيته ومواليه تزوج أخت شيبان الحروري الذي بويع بعد قتل الخيبري فحمل الخيبري على مروان في نحو من أربعمائة فارس من الشراة فهزم مروان وهو في القلب وخرج مروان من العسكر منهزما ودخل الخيبري ومن معه عسكره ينادون بشعارهم ويقتلون من أدركوا حتى انتهوا إلى خيمة مروان نفسه فقطعوا إطنابها وجلس الخيبري على فرشه وميمنة مروان وعليها ابنة عبد الله ثابتة

الصفحة 22