كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 26 @
كور الأهواز فسمع سليمان الخبر فأرسل إلى نباتة داود بن حاتم فالتقوا بالمرتان على شاطئ دجيل فانهزم الناس وقتل داود بن حاتم وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المري إليه فسيره في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف فبلغ شيبان خبره فأرسل الجون بن كلاب الخارجي في جمع فلقوا عامرا بالسن فهزموه ومن معه فدخل السن وتحصن فيه وجعل مروان يمده بالجنود على طريق البر حتى ينتهوا إلى السن فكثر جمع عامر وكان منصور بن جمهور يمد شيبان من الجبل بالأموال فلما كثر من مع عامر نهض إلى الجون والخوارج فقاتلهم فهزمهم وقتل الجون وسار ابن ضبارة مصعدا إلى الموصل فلما انتهى خبر قتل الجون إلى شيبان ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين فارتحل بمن معه من الخوارج وقدم عامر على مروان بالموصل فسيره في جمع كثير في اثر شيبان فان أقام أقام وان سار سار وان لا يبدأه بقتال فان قاتله شيبان قاتله وان أمسك أمسك عنه وان ارتحل اتبعه فكان على ذلك حتى مر على الجبل وخرج على بيضاء فارس بها عبد الله بن معاوية بن حبيب بن جعفر في جموع كثيرة فلم يتهيأ الأمر بينهما فسار حتى نزل جيرفت من كرمان وأقبل عامر بن ضبارة حتى نزل بازاء ابن معاوية أياما ثم ناهضه وقاتله فانهزم ابن معاوية فلحق بهراة وسار ابن ضبارة بمن معه فلقي شيبان بجيرفت فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت الخوارج واستبيح عسكرهم ومضى شيبان إلى سجستان فهلك بها وذلك في سنة ثلاثين ومائة
وقيل بل كان قتال مروان وشيبان على الموصل مقدار شهر ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس وعامر ابن ضبارة يتبعه وسار شيبان إلى جزيرة ابن كأوان ثم خرج منها إلى عمان فقتله جلندي بن مسعود بن جيفر بن جلندي الازدي سنة أربع وثلاثين ومائة ونذكره هناك أن شاء الله تعالى وركب سليمان ومن معه من أهله ومواليه السفن إلى السند ولما ولي السفاح الخلافة حضر عنده سليمان فأكرمه وأعطاه يده فقبلها فلما رأى ذلك سديف مولى السفاح اقبل عليه وقال
( لا يغرنك ما ترى من رجال ... أن تحت الضلوع داء دويا )
( فضع السيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويا )

الصفحة 26