كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 30 @
بن قيس فالتقوا بقرية ألين فدعاهم مالك إلى الرضا من آل رسول الله فاستكبروا عن ذلك فقاتلهم مالك وهو في نحو مائتين من أول النهار إلى العصر
وقدم على أبي مسلم صالح بن سليمان الضبي وإبراهيم بن زيد وزياد بن عيسى فسيرهم إلى مالك فقوي بهم وكان قدومهم إليه مع العصر فقال مولى نصر أن تركنا هؤلاء الليلة أتتهم إمدادهم فاحملوا على القوم فحملوا عليهم واشتد القتال فحمل عبد الله الطائي على مولى نصر فأسره وانهزم أصحابه فأرسل الطائي بأسيره إلى أبي مسلم ومعه رؤوس القتلى فنصب الرؤوس واحسن إلى يزيد مولى نصر وعالجه حتى اندمل جراحه وقال له أن شئت أن تقيم معنا فقد أرشدك الله وان كرهت فارجع إلى مولاك سالما واعطنا عهد الله انك لا تحاربنا ولا تكذب علينا وان تقول فينا ما رأيت فرجع إلى مولاه وقال أبو مسلم أن هذا سيرد عنكم أهل الورع والصلاح فما نحن عندهم على الإسلام وكذلك كان عندهم يرجفون عليهم بعبادة الأوثان واستحلال الدماء والأموال والفروج فلما قدم يزيد على نصر قال لا مرحبا فوالله ما استبقاك القوم إلا ليتخذوك حجة علينا فقال يزيد هو والله ما ظننت وقد استحلفوني أن لا اكذب عليهم وأنا أقول انهم والله يصلون الصلاة لمواقيتها بأذان وإقامة ويتلون القرآن ويذكرون الله كثيرا ويدعون إلى ولاية رسول الله وما أحسب أمرهم إلا سيعلو ولولا انك مولاي لا رجعت إليك ولأقمت معهم فهذه أول حرب كانت بينهم
وفي هذه السنة غلب خازم بن خزيمة على مرو الروذ وقتل عامل نصر بن سيار وكان سبب ذلك أنه لما أراد الخروج بمرو الروذ وهو من شيعة بني العباس منعه بنو نعيم فقال إنما أنا رجل منكم أريد أن اغلب على مرو فان ظفرت فهي لكم وان قتلت فقد كفيتم أمري فكفوا عنه فعسكر بقرية يقال لها كنج رستاق وقدم عليه من عندي أبي مسلم النضر بن صبيح وبسام بن إبراهيم فلما أمسى خازم بيت أهل مرو الروذ فقتل بشر بن جعفر السعدي عامل نصر بن سيار عليها في أول ذي القعدة وبعث بالفتح إلى أبي مسلم مع ابنه خزيمة بن خازم وعبد الله بن سعيد وشبيب بن واج وقد قيل في أمر أبي مسلم غير ما ذكرنا
والذي قيل أن إبراهيم الإمام زوج أبا مسلم لما توجه إلى

الصفحة 30