كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 32 @

$ ذكر قتل الكرماني $
قد ذكرنا مقتل الحرث بن سريج وان الكرماني قتله ولما قتله خلصت له مرو وتنحى نصر عنها فأرسل نصر إليه سالم بن أحوز في رابطته وفرسانه فوجد يحيى بن نعيم الشيباني واقفا في ألف رجل من ربيعة ومحمد بن المثنى في سبعمائة من فرسان الازد وابن الحسن بن الشيخ في ألف من فتيانهم والجرمي السعدي في ألف من أبناء اليمن فقال سالم لمحمد بن المثنى يا محمد قل لهذا الملاح ليخرج إلينا يعني الكرماني فقال محمد يا ابن الفاعلة لأبي علي تقول هذا واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم سالم بن احوز وقتل من أصحابه زيادة على مائة ومن أصحاب الكرماني زيادة على عشرين فلما قدم أصحاب نصر عليه منهزمين قال له عصمة بن عبد الله الاسدي يا نصر شامت العرب فأما إذ فعلت فشمر عن ساق فوجه عصمة في جمع فوقف موقف سالم فنادى يا محمد بن المثنى لتعلمن أن السمك لا يأكل اللخم
( واللخم ) دابة من دواب الماء تشبه السبع يأكل السمك فقال له محمد يا ابن الفاعلة قف لنا إذا وأمر محمد السعدي فخرج إليه في أهل اليمن فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم عصمة حتى أتى تصرا وقد قتل من أصحابه أربعمائة ثم أرسل نصر بن مالك بن عمرو التميمي في أصحابه فنادى يا ابن المثنى ابرز الي فبرز إليه فضربه مالك على حبل عاتقه فلم يصنع شيئا وضربه محمد بعمود فشدخ رأسه والتحم القتال فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم أصحاب نصر وقد قتل منهم سبعمائة ومن أصحاب الكرماني ثلاثمائة ولم يزل الشر بينهم حتى خرجوا إلى الخندقين فاقتتلوا قتالا شديدا فلما استيقن أبو مسلم أن كلا الفرقين قد اثخن صاحبه وانه لا مدد لهم جعل يكتب إلى شيبان ثم يقول للرسول اجعل طريقك على مضر فانهم سيأخذون كتبك فكانوا يأخذونها فيقرأون فيها أني رأيت اليمن لا وفاء لهم ولا خير فيهم فلا تثقن بهم ولا تظهر إليهم فإني أرجو أن يريك الله في اليمانية ما تحب ولئن بقيت لا ادعه لها شعرا ولا ظفرا ويرسل رسولا آخر بكتاب فيه ذكر مضر بمثل ذلك وبأمر الرسول أن يجعل طريقه على اليمانية حتى صار هوى الفريقين معه ثم جعل يكتب إلى نصر بن سيار وإلى الكرماني أن الإمام أوصاني بكم ولست أعدو رأيه فيكم وكتب إلى الكور بإظهار الأمر

الصفحة 32