كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 34 @
( أن خراسان أرض قد رأيت بها ... بيضا لون أفرخ قد حدثت بالعجب )
( فراخ عامين إلا أنها كبرت ... لما يطرن وقد سربلن بالزغب )
( إلا تدارك بخيل الله معلمة ... ألهبن نيران حرب أيما لهب )
فقال يزيد لا تكثر فليس عندي رجل فلما قرا مروان كاتب نصر تصادف وصول كتابه وصول رسول لأبي مسلم إلى إبراهيم وقد عاد من عند إبراهيم ومعه جواب أبي مسلم يلعنه إبراهيم ويسبه حيث لم ينتهز الفرصة من نصر والكرماني إذ أمكناه ويأمره أن لا يدع بخراسان متكلما بالعربية إلا قتله فلما قرا الكتاب كتب إلى عامله بالبلقاء ليسير إلى الحميمة وليأخذ إبراهيم بن محمد فيشده وثاقا ويبعث به إليه ففل ذلك فأخذه مروان وحبسه
$ ذكر تعاقد أهل خراسان على أبي مسلم $
وفي هذه السنة تعاقدت عامة قبائل العرب بخراسان على قتال أبي مسلم وفيها تحول أبو مسلم من معسكره باسفيذنج إلى الماخوان وكان سبب ذلك أن أبا مسلم لما ظهر أمره سارع إليه الناس وجهل أهل مرو يأتونه ولا يعرض لهم نصر ولا يمنعهم وكان الكرماني وشيبان لا يكرهان أمر أبي مسلم لأنه دعا إلى خلع مروان وأبو مسلم في خباء ليس له حرس ولا حجاب وعظم أمره عند الناس وقالوا ظهر رجل من بني هاشم له حلم ووقار وسكينة فانطلق فتية من أهل مرو نساك يطلبون الفقه إلى أبي مسلم فسألوه عن نسبه فقال خبري خير لكم من نسبي وسألوه أشياء من الفقه فقال أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر خير لكم من هذا ونحن إلى عونكم أحوج منا إلى مسالتكم فاعفونا فقالوا ما نعرف لك نسبا ولا نظنك تبقى إلا قليلا حتى تقتل وما بينك وبين ذلك إلا أن يتفرغ أحد هذين الأميرين فقال أبو مسلم أنا اقتلهما أن شاء الله فأتوا نصرا فاخبروه فقال جزاكم الله خيرا مثلكم من يفتقد هذا ويعرفه وأتوا شيبان فاعلموه فأرسل إليه نصر أنا قد أشجى بعضنا بعضا فاكفف عني حتى أقاتله وان شئت

الصفحة 34