كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 35 @
فجامعني إلى حربه حتى اقتله أو انفيه ثم نعود إلى امرنا الذي نحن عليه فهم شيبان أن يفعل ذلك فأتى الخبر أبا مسلم فكتب إلى علي بن الكرماني انك موتور قتل أبوك ونحن نعلم انك لست على رأي شيبان وإنما نقاتل لثأرك فامتنع شيبان من صلح نصر فدخل على شيبان فثناه عن رأيه فأرسل نصر إلى شيبان انك لمغرور والله ليتفاقمن هذا الأمر حتى يستصغر في جنبه كل كبير وقال شعرا يخاطب بن ربيعة واليمن ويحثهم على الاتفاق معه على حرب أبي مسلم
( أبلغ ربيعة في مرو في يمن ... أن اغضبوا قبل أن لا نفع الغضب )
( ما بالكم تنشبون الحرب بينكم ... كان أهل الحجى عن رأيكم غيب )
( وتتركون عدوا قد أحاط بكم ... ممن تأشب لا دين ولا حسب )
( لا عرب مثلكم في الناس نعرفهم ... ولا صريح موال أن هم نسبوا )
( من كان يسألني عن أصل دينهم ... فإن دينهم أن تهلك العرب )
( قوم يقولون قولا ما سمعت به ... عن النبي ولاجاءت به الكتب )
فبيناهم كذلك إذ بعث أبو مسلم النضر بن نعيم الضبي إلى هراة وعليها عيسى بن عقيل بن معقل الليثي فطرده فقدم على نصر منزهما وغلب النصر على هراة فقال يحيى بن نعيم بن هبيرة الشيباني لابن الكرماني وشيبان اختاروا أما أنكم تهلكون انتم قبل مضر أو مضر قبلكم قالوا وكيف ذلك قال أن هذا الرجل إنما ظهر أمره منذ شهر وقد صار في عسكره مثل عسكركم قالوا ما الرأي قال صالحوا نصرا فإنكم أن صالحتموه قاتلوا نصرا وتركوكم لان الأمر في مضر وان لم تصالحوا نصرا صالحوه وقاتلوكم فقدموا مضر قبلكم ولو ساعة من نهار فتقر أعينكم بقتلهم فأرسل شيبان إلى نصر يدعوه إلى الموادعة فأجابه وأرسل سالم بن أحوز بكتاب الموادعة فأتى شيبان وعنده ابن الكرماني ويحيى بن نعيم فقال سالم لابن الكرماني يا اعور ما أخلقك أن تكون الأعور الذي يكون هلاك مضر على يده ثم توادعوا سنة وكتبوا كتابا أني ما صالحت نصرا إنما صالحه شيبان وأنا لذلك كاره وإنما موتور بقتله أبي ولا ادع قتاله فعأود القتال ولم يعنه شيبان وقال لا يحل الغدر
فأرسل ابن الكرماني إلى أبي مسلم يستنصره فاقبل حتى نزل الماخوان وكان مقامه بسيفنج وأربعين يوما ولما نزل الماخوان حفر بها خندقا وجعل للخنق

الصفحة 35