كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 37 @
وكورها وقد تقدم ذكر ظهوره بالكوفة وانهزامه وخروجه من الكوفة نحو المدائن فلما وصل إليها أتاه أناس من أهل الكوفة وغيرها فسار إلى الجبال وغلب عليها وعلى حلوان وقومس واصبهان والري وخرج إليه عبيد أهل الكوفة وأقام باصبهان وكان من محارب بن موسى مولى بني يشكر عظيم القدر بفارس فجاء إلى دار الإمارة باصطخر فطرد عامل عنها وبايع الناس لعبد الله بن معاوية
وخرج محارب إلى كرمان فأغار عليها وانضم إلى محارب قواد من أهل الشام فسار إلى مسلم بن المسيب وهو عامل ابن عمر يشيراز فقتله في سنة ثمان وعشرين ثم خرج محارب إلى اصبهان إلى عبد الله بن معاوية فحوله إلى اصطخر فأقام بها واتاه الناس بنو هاشم وغيرهم وجبى المال وبعث العمال وكان معه منصور بن جمهور وسليمان بن هشام بن عبد الملك واتاه شيبان بن الحلس بن عبد العزيز الخارجي على ما تقدم واتاه أبو جعفر المنصور واتاه عبد الله وعيسى أولاد علي بن عبد الله بن عباس
ولما قدم ابن هبيرة على العراق أرسل نباتة بن حنظلة الكلابي إلى عبد الله بن معاوية وبلغ سليمان بن حبيب أن ابن هبيرة استعمل نباتة على الاهواز فسرح داود بن حاتم فأقام بكربج دينار يمنع نباتة من الاهواز فقاتله فقت داود وهرب سليمان من الاهواز إلى سابور وفيها الأكراد قد غلبوا عليها فقاتلهم سليمان وطردهم عن سابور وكتب إلى ابن معاوية بالبيعة ثم أن محارب بن موسى اليشكري نافر ابن معاوية وفارقه وجمع جمعا فأتى سابور فقاتله يزيد بن معاوية أخو عبد الله فانهزم محارب واتى كرمان فأقام بها حتى قدم محمد بن الاشعث فصار معه ثم نافره فقتله ابن الاشعث وأربعة وعشرين ابنا له ولم يزل عبد الله بن معاوية باصطخر حتى أتاه ابن ضبارة مع داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة وسير ابن هبيرة أيضا معن بن زائدة من وجه آخر فقاتلهم معن عند مرو شاذان ومعن يقول
( ليس أمير القوم بالخل الخدع ... فر من الموت وفي الموت وقع )
وأنهزم ابن معاوية فكف معن عنهم وقتل في المعركة رجل من آل أبي لهب وكان يقال يقتل رجل من بني هاشم بمرو الشاذان واسروا أسرى كثيرة فقتل ابن ضبارة

الصفحة 37