كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 39 @

$ ذكر أبي حمزة الخارجي وطالب الحق $
وفي هذه السنة قدم أبو حمزة بلج بن عقبة الازدي الخارجي من الحج من قبل عبد الله بن يحيى الحضرمي طالب الحثق محكما للخلاف على مروان بن محمد فبينما الناس بعرفة ما شعروا إلا وقد طلعت عليهم أعلام وعمائم سود على رؤوس الرماح وهم سبعمائة ففزع الناس حتى رأوهم وسألوهم عن حالهم فاخبروهم بخلافهم مروان وآل مروان فأرسلهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك وهو يومئذ على مكة والمدينة وطلب منهم الهدنة فقالوا نحن بحجنا اضن وعليه أشح فصالحهم على انهم جميعا آمنون بعضهم من بعض حتى ينفر الناس النفر الأخير فوقفوا بعرفة على حدة فدفع بالناس عبد الواحد فنزل بمنى في منزل السلطان ونزل أبو حمزة بقرن الثعالب فأرسل عبد الواحد إلى أبي حمزة الخارجي عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وعبد الرحمن بن القاسم بن ومحمد بن أبي بكر وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وربيعة بن أبي عبد الرحمن في رجال أمثالهم فدخلوا على أبي حمزة وعليه إزار قطن غليظ فتقدمهم إليه عبد الله بن الحسن ومحمد بن عبد الله فنسبهما فانتسبا له فعبس في وجوههما واظهر الكراهة لهما ثم سال عبد الرحمن بن القاسم وعبيد الله بن عمر فانتسبا له فهش إليهما وتبسم في وجوههما وقال والله ما خرجنا إلا لنسير بسيرة أبويكما فقال له عبد الله بن الحسن والله ما خرجنا لتفضل بين آبائنا ولكن بعثنا إليك الأمير برسالة وهذا ربيعة يخبركها فلما ذكر له ربيعة نقض العهد قال أبو حمزة معاذ الله أن ننقض العهد أو نخيس به لا والله لا افعل ولو قطعت رقبتي هذه ولكن تنقضي الهدنة بيننا وبينكم فرجعوا إلى عبد الواحد فأبلغوه فلما كان النفر الأول نفر عبد الواحد فيه وخلى مكة فدخلها أبو حمزة بغير قتال فقال بعضهم في عبد الواحد
( زار الحجيج عصابة قد خالفوا ... دين الإله ففر عبد الواحد )

الصفحة 39