كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 408 @
( قد كنت لي أملا غنيت به ... فمضى وحل محله الأسف )
( مرج النظام وعاد منكرنا ... عرفا وأنكر بعده العرف )
( والشمس منتشر لفقدك والد ... نيا سدى والباب منكشف )
وقال حزيمة بن الحسين يرثيه على لسان أمه زبيدة وتخاطب المأمون وكنية زبيدة أم جعفر
( لخبر امام قام من خير عنصر ... وافضل سام فوق أعواد منبر )
( لوارث علم الأولين وفهمهم ... وللملك المأمون من أم جعفر )
( كتبت وعيني مستهل دموعها ... اليك ابن عمي من جفون ومحجر )
( وقد مسني ضر وذل كآبة ... وارق عيني يا ابن عمي تفكري )
( وهمت لما لاقيت بعد مصابه ... فامري عظيم منكر جد منكر )
( سأشكو الذي لقيته بعد فقده ... اليك شكاة المستضيم المقتر )
( وأرجو لما قد مر بي مذ فقدته ... فأنت لبثي خير رب مغير )
( أتى طاهرا لا طهر الله طاهرا ... فما طاهر فيما أتى بمطهر )
( فأخرجني مكشوفة الوجه حاسرا ... وأنهب أموالي وأخرب أدوري )
( يعز على هارون ما قد لقيته ... وما مر بي من ناقص الخلق أعور )
( فان كان ما أبدى بامر أمرته ... صبرت لامر من قدير مقدر )
( تذكر أمير المؤمنين قرابتي ... فديتك من ذي حرمة متذكر )
فلما قرأها المأمون بكى وقال أنا والله الطالب بثأر أخي قتل الله قتلته ولقد أسرف الحسين بن الضحاك في مراثي الأمين وذم المأمون فلهذا حجبه المأمون عنه ولم يسمع مديحه مدة ثم أحضر يوما فقال له أخبرني هل رأيت يوم قتل أخي هاشمية قتلت وهتكت قال لا قال فما قولك

الصفحة 408