@ 410 @
( كان والله علينا فتنة ... غضب الله عليه وكتب )
وقيل فيه غير ذلك تركنا ذكره خوف الأطالة
$ ذكره بعض سيرة الأمين $
لما ملك الأمين وكاتبه المأمون وأعطاه بيعته طلب الخصيان واتباعهم وغالى فيهم فصيرهم لخلوته ليله ونهاره وقوام طعامه وشرابه وأمره ونهيه وفرض لهم فرضا سماهم الجرادية وفرضا من الحبشان سماهم الغرابية ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمى بهن وقيل في الاشعار فمما قيل فيه
( الا يا أيها المثوى بطوس ... عزبيا ما تفادى بالنفوس )
( لقد أبقيت للخصيان هقلا ... يحمل منهم شؤم البسوس )
( فاما نوفل فالشأن فيه ... وفي بدر فيا لك من جليس )
( وما للمعصمي شيء لديه ... إذا ذكروا بذي سهم خسيس )
( وما حسن الصغير أخس حالا ... لديه عند مخترق الكؤوس )
( لهم من عمره شطر وشطر ... يعاقر فيه شرب الخندريس )
( وما للغانيات لديه حظ ... سوى التقطيب والوجه العبوس )
( إذا كان الرئيس كذا سقيما ... فكيف صلاحنا بعد الرئيس )
( فلو علم المقيم بدار طوس ... لعز على المقيم بدار طوس )
ثم وجه إلى جميع البلدان في طلب الملهين وضمهم إليه وأجرى عليهم الأرزاق واحتجب عن أخويه وأهل بيته واستخف بهم وقواده وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجواهر في خصيانه وجلسائه ومحدثيه وأمر ببناء مجالس لمنتزهاته وموضع خلواته ولهوه ولعبه وعمل خمس حراقات في دحلة على صورة