كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 411 @
الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس وانفق في عملها مالا عظيما فقال أبو فراس في ذلك
( سخر الله للأمين مطايا ... لم تسخر لصاحب المحراب )
( فإذا ما ركابه سرن برا ... سار في الماء راكبا ليث غاب )
( عجب الناس إذ رأوك على صو ... رة ليث تمر مر السحاب )
( سبحوا إذ رأوك سرت عليه ... كيف لو أبصروك فوق العقاب )
( ذات زور ومنسر وجناحي ... تشق العباب بعد العباب )
( تسبق الطير في السماء إذا ما اس ... تعجلوها بحية وذهاب )
قال الكوثر أمر الأمين أن يفرش له على دكان في الخلد يوما ففرش عليها بساط زرعي ونمارق وفرش مثله وهيئ من آنية الذهب والفضة والجواهر أمر عظيم وأمر قيمة جواريه أن تهيء له مائة جارية صانعة فتصعد إليه عشرا بأيديهن العيدان يغنين بصوت واحد فأصعدت إليه عشرا فاندفعن يغنين بصوت واحد
( هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يوما بكسرى مرازبه )
فسبهن وطردهن ثم أمرها فأصعدت عشرا غيرهن فغنينه
( من كان مسرورا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار )
ففعل مثل ما فعله وأطرق طويلا ثم قال اصعدي عشرا فأصعدتهن فغنين
( كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر حزما منك ضرج بالدم )
فقام من مجلسه وأمر بهدم الدكان تطيرا مما كان قيل وذكر محمد الأمين عند الفضل بن سهل بخراسان فقال كيف لا يستحل قتل محمد وشاعره يقول في مجلسه
( ألا فأسقني خمرا وقل لي هي الخمر ... ولا تسقني سرا فقد أمكن الجهر )

الصفحة 411