كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 412 @
فبلغت القصة الأمين فحبس أبا نواس لم نجد في سيرته ما يستحسن ذكره من حلم أو معدلة أو تجربة حتى نذكرها وهذا القدر كاف
$ ذكر وثوب الجند بطاهر $
وفي هذه السنة وثب الجند بطاهر بعد مقتل الأمين بخمسة إلى وكان سبب ذلك أنهم طلبوا منه مالا فلم يكن معه شيء فثاروا به فضاق به الأمر وظن أن ذلك من موطأة من الجند وأهل الأرباش وأنهم معهم عليه ولم يكن تحرك من أهل الأرباش أحد فخشي على نفسه فهرب ونهبوا بعض متاعه ومضى إلى عقرقوف وكان لما قتل الأمين أمر بحفظ الأبواب وحول زبيدة أم الأمين وولديه موسى وعبد الله معها وحملهم في حراقة إلى همينيا على الزاب الأعلى ثم أمر بحمل موسى وعبد الله إلى عمهما المأمون بخراسان فلما ثار به الجند نادوا موسى يا منصور وبقوا كذلك يومهم ومن الغد فصوب الناس إخراج طاهر ولدي الأمين ولما هرب طاهر إلى عقرقوف خرج معه جماعة من القواد وتعب لقتال الجند وأهل الأرباض ببغداد فلما بلغ ذلك القواد المختلفين عنه والأعيان من أهل المدينة خرجوا واعتذروا وأحالوا على السفهاء والاحداث وسألوه الصفح عنهم وقبول عذرهم فقال طاهر ما خرجت عنكم إلا لوضع السيف فيكم وأقسم بالله العظيم عز وجل لئن عدتم لمثلها لأعودن إلى رأيي فيكم ولأخرجن إلى مكروهكم فكسرهم بذلك وأمر لهم برزق أربعة أشهر وخرج إليه جماعة من مشيخة أهل بغداد وعميرة أبو شيخ بن عميرة الأسدي فحلفوا له أنه لم يتحرك من أهل بغداد ولا من الأبناء أحد وضمنوا له من وراءهم فسكن غضبه وعفا عنهم ووضعت الحرب أوزارها واستوثق الناس في المشرق والمغرب على طاعة المأمون والانقياد لخلافته ( عميرة ) بفتح العين وكسر الميم
$ ذكر خلاف نصر بن سيار بن شبث العقيلي على المأمون $
وفي هذه السنة أظهر نصر بن سيار بن شبث العقيلي الخلاف على المأمون وكان نصر بن بني عقيل يسكن كيسوم ناحية شمالي حلب وكان في عنقه بيعة للأمين وله فيه هوى فلما قتل الأمين أظهر نصر الغضب لذلك وتغلب على ما جاوره من

الصفحة 412