كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 419 @
فهدموها وانتهبوها وخربوا ضياعهم وأخرجوهم من الكوفة وعملوا أعمالا قبيحة واستخرجوا الودائع التي كانت لهم عند الناس وكان هرثمة يخبر الناس أنه يريد الحج وحبس من قدم للحج من خراسان وغيرها ليكون هو أمير الموسم ووجه إلى مكة داود بن عيسى بن موسى بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم وكان الذي وجهه أبو السرايا إلى مكة حسين بن حسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي ووجه أيضا إلى المدينة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي فدخلها ولم يقاتله بها أحد ولما بلغ داود بن عيسى توجيه أبي السرايا حسين بن حسن إلى مكة لإقامة الموسم جمع أصحاب بني العباس ومواليهم
وكان مسرور الكبير قد حج في تلك السنة في مائتي فارس
فتعبى للحرب وقال لداود أقم إلى شخصك أو بعض ولدك وأنا أكفيك
فقال لا أستحل القتال في المحرم والله لئن دخلوها من هذا الفج لأخرجن من غيره وانحاز داود إلى ناحية المشاش وافترق الجمع الذي كان داود بن عيسى جمعهم وخاف مسرور أن يقاتلهم فخرج في أثر داود راجعا إلى العراق وبقي الناس بعرفة فصلى بهم رجل من عرض الناس بغير خطبة ودفعوا من عرفة بغير إمام
وكان حسين بن حسن بسرف يخاف دخول مكة حتى خرج إليه قوم أخبروه أن مكة قد خلت من بني العباس فدخلها في عشرة أنفس فطافوا بالبيت وبين الصفا والمروة ومضوا إلى عرفة فوقفوا ليلا ثم رجعوا إلى مزدلفة فصلى بالناس الصبح وأقام بمنى إلى الحج وبقي بمكة إلى أن انقضت السنة وكذلك أيضا أقام محمد بن سليمان بالمدينة حتى انقضت السنة
وأما هرثمة فإنه نزل بقرية شاهي ورد الحاج واستدعى منصور بن المهدي إليه وكاتب رؤساء أهل الكوفة
وأما علي بن سعيد فإنه توجه من المدائن إلى واسط فأخذها وتوجه إلى البصرة فلم يقدر على أخذها هذه السنة

الصفحة 419