@ 434 @
والبقر وغير ذلك من أنواع ما يؤكل فكتب إليه يقول إنني صائر اليك مع القاضي والجماعة فركن محمد إلى ذلك وأمر بالغنم فذبحت وأكل هو ومن معه وشربوا الخمر فلما أمسى منصور سجن القاضي ومن معه وسار مجدا فيمن عنده من أصحابه سرا إلى تونس فدخلوا دار الصناعة وفيها محمد وأصحابه فأمر بالطبول فضربت وكبر هو وأصحابه فوثب محمد وأصحابه إلى سلاحهم وقد عمل فيه الشراب وأحاط بهم منصور ومن معه وأقبلت العامة من كل مكان فرجموهم بالحجارة واقتتلوا عامة الليل فقتل من كان مع محمد ولم يسلم منهم إلا من نجا إلى البحر فسبح حتى تخلص وذلك في صفر وأصبح منصور فاجتمع عليه الجند وقالوا نحن لا نثق بك ولا نأمن أن يخليك زيادة الله ويستميلك بدنياه فتميل إليه فإن أحببت أن نكون معك فاقتل أحدا من أهله ممن عندك فأحضر إسماعيل بن سفيان بن سالم بن عقال وهو من أهل زيادة الله فكان هو العامل على تونس فلما حضر أمر بقتله
فلما سمع زيادة الله الخبر سير جيشا كثيفا واستعمل عليهم غلبون واسمه الأغلب بن عبد الله بن الأغلب وهو وزير زيادة الله إلى منصور الطنبذي فلما ودعهم زيادة الله تهددهم بالقتل إن انهزموا
فلما وصلوا إلى تونس خرج إليهم منصور فقاتلهم فانهزم جيش زيادة الله عاشر ربيع الأول فقال القواد الذين فيه لغلبون لا نأمن زيادة الله على أنفسنا فإن أخذت لنا أمانا حضرنا عنده
وفارقوه واستولوا على عدة مدن فأخذوها منها باجه والجزيرة وصطفورة ومنير والأربس وغيرها فاضطربت أفريقية واجتمع الجند كلهم إلى منصور وأطاعوه لسوء سيرة زيادة الله كانت معهم فلما كثر جمع منصور سار إلى القيروان فحصرها في جمادى الأولى وخندق على نفسه وكان بينه وبين زيادة الله وقائع كثيرة وعمر منصور سور القيروان فوالاه أهلها فبقي الحصار عليه أربعين يوما ثم إن زيادة الله عبى أصحابه وجمعهم وسار معهم الفارس والراجل فكانوا خلقا كثيرا فلما رآهم منصور راعه ما راى وهاله ولم يكن يعرف ذلك من زيادة الله لما كان فيه من الوهن فزحف منصور إليه بنفسه أيضا فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا وانهزم منصور ومن معه ومضوا هاربين وقتل منهم خلق كثير وذلك منتصف جمادى الآخرة