@ 435 @
وأمر زيادة الله أن ينتقم من أهل القيروان بما جنوه من مساعدة منصور والقتال معه وبما تقدم أولا من مساعدة عمران بن مجالد لما قاتل أباه إبراهيم بن الأغلب فمنعه أهل العلم والدين فكف عنهم وخرب سور القيروان ولما انهزم منصور فارقه كثير من أصحابه الذين صاروا معه منهم عامر بن نافع وعبد السلام بن المفرج إلى البلاد التي تغلبوا عليها
ثم إن زيادة الله سير جيشا سنة تسع ومائتين إلى مدينة سبيبة واستعمل عليهم محمد بن عبد الله بن الأغلب وكان بها جمع من الجند الذين صاروا مع منصور عليهم عمر بن ناع فالتقوا في العشرين من المحرم واقتتلوا فانهزم ابن الأغلب وعاد هو ومن معه إلى القيروان فعظم الأمر على زيادة الله وجمع الرجال وبذل الأموال وكان عيال الجند الذين مع منصور بالقيروان فلم يعرض لهم زيادة الله فقال الجند لمنصور الرأي أن تحتال في نقل العيال من القيروان لنأمن عليهم فسار بهم منصور إلى القيروان وحصر زيادة الله ستة عشر يوما ولم يكن منهم قتال وأخرج الجند نساءهم وأولادهم من القيروان وانصرف منصور إلى تونس ولم يبق زيادة الله من أفريقية كلها إلا قابس والساحل ونفزاوة وطرابلس فإنهم تمسكوا بطاعته وأرسل الجند إلى زيادة الله أن ارحل عنا وخل أفريقية ولك الأمان على نفسك ومالك وما ضمه قصرك فضاق به وغمه الأمر فقال له سفيان بن سوادة مكني من عسكرك لاختار منهم مائتي فارس وأسير بهم إلى نفزاوة فقد بلغني أن عامر بن نافع يريد قصدهم فإن ظفرت كان الذي تحب وإن تكن الأخرى عملت برأيك فأمره بذلك فأخذ مائتي فارس وسار إلى نفزاوة فدعا برابرها إلى نصرته فأجابوه وسارعوا إليه واقبل عامر بن نافع في العسكر إليهم فالتقوا واقتتلوا فانهزم عامر ومن معه وكثر القتل فيهم ورجع عامر إلى قسطسلية فجبى أموالها ليلا ونهارا في ثلاثة إلى وساروا عنها واستخلف عليها من يضبطها فهرب منها أيضا خوفا من أهلها فأرسل أهل قسطيلية إلى ابن سوادة وسألوه أن يجيء إليهم فسار إليهم وملك قسطيلية وضبطها
وقد قيل إن هذه الحوادث المذكورة سنة ثمان وتسع مائتين إنما كانت سنة تسع وعشر ومائتين
( طنبذة ) بضم الطاء المهملة وسكون النون وضم الباء الموحدة