كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 45 @
سار إلى معسكر نصر واخذ ثقات صحابه وصناديدهم فكتفهم وكان فيهم سالم بن احوز صاحب شرطة نصر والبختري كاتبه وابنان له ويونس بن عبدويه ومحمد ابن قطن ومجاهد بن يحيى بن حضين وغيرهم فاستوثق منهم بالحديد وكانوا في الحبس عنده وسار أبو مسلم وابن الكرماني إلى مرو وسار نصر إلى سرخس واجتمع معه ثلاثة آلاف رجل ولما رجع أبو مسلم سال من كان أرسله إلى نصر ما الذي ارتاب به نصر حتى هرب قالوا لا ندري قال فهل تكلم أحد منكم بشيء قالوا تلا لاهز هذه الآية { إن الملأ يأتمرون بك } قال هذا الذي دعاه إلى الهرب ثم قال يا لاهز تدغل في الدين ثم قتله واستشار أبو مسلم أبا طلحة في أصحاب نصر فقال اجعل سوطك السيف وسجنك القبر فقتلهم أبو مسلم وكان عدتهم أربعة وعشرين رجلا وأما نصر فإنه سار من سرخس إلى طوس فأقام بها خمية عشر يوما وبسرخس يوما ثم سار إلى نيسابور فأقام بها ودخل ابن الكرماني مرو مع أبي مسلم وتابعه على رأي وعاقده عليه ( يحيى بن حضين ) بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وآخره نون
$ ذكر قتل شيبان الحروري $
وفي هذه السنة قتل شيبان بن سلمة الحروري وكان سبب قتله أنه كان هو وعلي بن الكرماني مجتمعين على قتال نصر لمخالفة شيبان نصرا لأنه من عمال مروان وشيبان يرى رأي الخوارج ومخالفة ابن الكرماني نصرا لان نصرا قتل أباه الكرماني وان نصرا مضري وابن الكرماني يماني وبين الفريقين من العصبية ما هو مشهور فلما صالح ابن الكرماني أبا مسلم على ما تقدم وفارق شيبان تنحى شيبان عن مرو إذ علم أنه لا يقوى لحربهما وقد هرب نصر إلى سرخس ولما استقام الأمر لأبي مسلم أرسل إلى شيبان يدعوه إلى البيعة فقال شيبان أنا أدعوك إلى بيعتي فأرسل إليه أبو مسلم أن لم تدخل في امرنا فارتحل عن منزلك الذي أنت به فأرسل شيبان إلى ابن الكرماني يستنصره فأبى فسار شيبان إلى سرخس واجتمع إليه جمع كثير من بكر بن وائل فأرسل إليه أبو مسلم تسعة من الازد يدعوه ويسأله أن يكف فاخذ الرسل فسجنهم فكتب أبو

الصفحة 45