$ ثم دخلت سنة أربع ومائتين $
$ ذكر قدوم المأمون بغداد $
في هذه السنة قدم المأمون بغداد وانقطعت الفتن وكان قد أقام بجرجان شهرا وجعل يقيم بالمنزل اليوم واليومين والثلاثة وأقام بالنهروان ثمانية أيام فخرج إليه أهل بيته والقواد ووجوه الناس وسلموا عليه وكان قد كتب إلى طاهر وهو بالرقة ليوافيه بالنهروان فاتاه بها ودخل بغداد منتصف صفر ولباسه ولباس أصحابه الخضرة فلما قدم بغداد نزل الرصافة ثم تحول ونزل قصره على شاطئ دجلة وأمر القواد أن يقيموا في معسكرهم وكان الناس يدخلون عليه في الثياب الخضر وكانوا يخرقون كل ملبوس يرونه من السواد على إنسان فمكثوا بذلك ثمانية أيام فتكلن بنو العباس وقواد أهل خراسان وقيل انه أمر طاهر بن الحسين أن يسأله حوائجه فكان أول حاجة سأله أن يلبس السواد فأجابه إلى ذلك وجلس للناس واحضر سوادا فلبسه ودعا بخلعة سوداء فالبسها طاهرا وخلع على قواده السواد فعاد الناس إليه وذلك لسبع بقين من صفر ولما كان سائرا قال ه احمد بن أبي خالد الأحول يا أمير المؤمنين فكرت في هجومنا على أهل بغداد وليس معنا إلا خمسون ألف درهم مع فتنة غلبت قلوب الناس فكيف يكون حالنا إذا هاج هائج أو تحرك متحرك فقال يا احمد صدقت ولكن أخبرك أن الناس على طبقات ثلاث في هذه المدينة ظالم ولا مظلوم
فأما الظالم فلا يتوقع إلا عفونا وأما المظلوم فلا يتوقع إلا أن ينتصف بنا وأما الذي ليس بظالم ولا مظلوم فبيته يسعه وكان الأمر على ما قال
$ ذكر عدة حوادث $
وفيها أمر المأمون بمقاسمة أهل السواد على الخمسين وكانوا يقاسمون على