كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 455 @
برخيص وان المعروف عندي ليس بضائع فغيبني عن عينه فقال له سأفعل ذلك وركب احمد إلى المأمون فلما دخل عليه قال له ما نمت البارحة قال ولم قال لأنك وليت غسان خراسان وهو ومن معه أكلة رأس وأخاف أن تخرج عليه خارجة من الترك فتهلكه فقال لقد فكرت فيما فكرت فيه فمن ترى قال طاهر بن الحسين قال ويلك هو والله خالع قال أنا الضامن له قال فوله فدعا طاهرا من ساعته فعقد له فشخص في يومه فنزل طاهر البلد فأقام شهرا فحمل إليه عشرة آلاف ألف درهم التي تحمل خراسان وسار عن بغداد لليلة بقيت من ذي القعدة
وقيل كان سبب ولايته أن عبد الرحمن المطوعي جمع جموعا كثيرة بنيسابور ليقاتل بهم الحرورية بغير أمر والي خراسان فتخوفوا أن يكون ذلك اصل عمل عليه وكان غسان بن عباد يتولى خراسان من قبل الحسن بن سهل وهو ابن عمه فلما استعمل طاهر على خراسان كان صارما للحسن بن سهل وسبب ذلك أن الحسن ندبه لمحاربة نصر بن شبث فقال حاربت خليفة وسقت الخلافة إلى خليفة واؤمر بمثل هذا إنما كان ينبغي أن يتوجه إليه قائد من قوادي وصارمه
$ ذكر عدة حوادث $
وفيها قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين بغداد من الرقة وكان أبوه استخلفه بها وأمره بقتال نصر بن شبث فلما قدم إلى بغداد جعله المأمون على الشرطة بعد مسير أبيه وولى المأمون يحيى بن معاذ الجزيرة وولى عيسى بن محمد بن أبي خالد ارمينية واذربيجان ومحاربة بابك وفيها مات السري بن الحكم بمصر وكان أبيها وفيها مات داود بن يزيد عامل السند فولاها المأمون بشير بن داود على أن يحمل كل سنة ألف ألف درهم وفيها ولى المأمون عيسى بن يزيد الجلوذي محاربة الزط وحج بالناس عبيد الله بن الحسن أمير مكة والمدينة وفيها زادت دجلة زيادة عظيمة انهدمت المنازل ببغداد وكثر الخراب بها
وفي هذه السنة توفي يزيد بن هارون الواسطي ومولده سنة تسع عشرة ومائة

الصفحة 455