$ ثم دخلت سنة ست ومائتين $
$ ذكر ولاية عبد الله بن طاهر الرقة $
وفي هذه السنة ولى المأمون عبد الله بن طاهر من الرقة إلى مصر وأمره بحرب نصر بن شبث وكان سبب ذلك أن يحيى بن معاذ الذي كان المأمون ولاه الجزيرة مات في هذه السنة واستخلف ابنه احمد فاستعمل المأمون عبد الله مكانه فلما أراد توليته أحضره وقال له يا عبد الله استخير الله تعالى منذ شهر واكثر وأرجو أن يكون قد خار لي ورأيت الرجل يصف ابنه لرأيه فيه ورايتك فوق ما قال أبوك فيك وقد مات يحيى واستخلف ابنه وليس بشيء وقد رأيت توليتك مصر ومحاربة نصر بن شبث
فقال السمع والطاعة وأرجو أن يجعل الله لأمير المؤمنين الخيرة وللمسلمين فعقد له وقيل وكانت ولايته سنة خمس ومائتين وقيل سبع ومائتين ولما سار أي تخلف على الشرطة إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب وهو ابن عمه
ولما استعمله المأمون كتب إليه أبوه طاهر كتابا جمع فيه كل ما يحتاج إليه الأمراء من الآداب والسياسة وغير ذلك وقد اثبت منه أحسنه لما فيه من الآداب والحث على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم لأنه لايستغني عنه أحد من ملك وسوقة وهو
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فعليك بتقوى الله وحده لا شريك له وخشيته ومراقبته عز وجل ومزايلة سخطه وحفظ رعينك في الليل والنهار والزم ما البسك