كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 458 @
الله من العافية بالذكر لمعادك وما أنت سائر إليه موقوف عليه ومسؤول عنه والعمل في ذلك كله بما يعصمك الله عز وجل وينجيك يوم القيامة من عقابه واليم عذابه
فان الله سبحانه وتعالى قد احسن إليك وأوجب عليك الرافة بمن استرعاك أمرهم من عباده وألزمك العدل عليهم والقيام بحقه وحدوده فيهم والذب عنهم والدفع عن حريمهم وبيضتهم والحقن لدمائهم والام لسبيلهم وإدخال الراحة عليهم في معايشهم ومؤاخذك بما فرض عليك وموقفك عليه ومسائلك عنه ومثيبك عليه بما قدمت واخرت ففرغ لذلك فهمك وعقلك ونظرك ولا يشغلك عنه شاغل وانه رأس أمرك وملاك شانك وأول ما يوفقك الله عز وجل به لرشدك
ولسكن أول ما تلزم به نفسك وتنسب إليه أفعالك المواظبة على ما افترض الله عز وجل عليك من الصلوات الخمس والجماعة عليها بالناس فات بها في مواقيتها على سننها وفي اسباغ الوضوء لها وافتتاح ذكر الله عز وجل فيها وترتل في قراءتك وتمكن في ركوعك وسجودك وتشهدك وليصدق فيه رأيك ونيتك واحضض عليها جماعة من معك وتحت يدك واداب عليها فإنها كما قال الله عز وجل { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ثم اتبع ذلك بالأخذ بسنن رسول الله والمثابرة على خلافته واقتفاء آثار السلف الصالح من بعده وإذا ورد عليك أمر فاستعن عليه باستخارة الله عز وجل وتقواه ولزوم ما انزل الله عز وجل في كتابه من أمره ونهيه وحلاله وحرامه وائتمام ما جاءت به الآثار عن رسول الله ثم قم فيه بما يحق لله عز وجل عليك ولا تمل من العدل فيما أحببت أو كرهت لقريب من الناس أو بعيد
وآثر الفقه والدين وحملته وكتاب الله عز وجل والعاملين به فان افضل ما تزين به المرء الفقه في الدين والطلب له والحث عليه والمعرفة بما يتقرب به إلى الله عز وجل فنه الدليل على الخير كله والقائد له والآمر به والناهي عن المعاصي والموبقات كلها ومع توفيق الله عز وجل واجلالا له ودركا للدرجات العلا في المعاد مع ما في ظهورهد للناس من التوقير لأمرك والهيبة لسلطانك والآنسة بك والثقة بعدلك وعليك بالاقتصاد في الأمور كلها فليس شيء أبين نفعا ولا

الصفحة 458