@ 459 @
أخص أمنا ولا اجمع فضلا منه والقصد داعية إلى الرشد والرشد دليل على التوفيق والتوفيق قائد إلى السعادة وقوام الدين والسنن الهادية بالاقتصاد وآثره ف دنياك كلها ولا تقصر في طلب الآخرة والأعمال الصالحة والسنن المعروفة ومعالم الرشد ولا غاية للاستكثار في البر والسعي إذ كان يطلب به وجه الله تعالى ومرضاته ومرافقة أوليائه في دار كرامته
واعلم أن القصد في شان الدنيا يورث العز ويحصن من الذنوب وانه لن تحوط لنفسك ومن يليك ولا تستصلح أمورك بأفضل منه فاته واهتد به تتم أمورك وتزد مقدرتك وتصلح خاصتك وعامتك واحسن الظن بالله عز وجل تستقيم لك رعيتك والتمس الوسيلة إليه في الأمور كلها تستدم به النعمة عليك ولا تتهمن أحدا من الناس فيما توليه من عملك قبل أن تكشف أمره فان إيقاع التهم بالبداء والظنون السيئة بهم مأثم فاجعل من شانك حسن الظن بأصحابك واطرد عنك سوء الظن بهم وارفضه فيهم يغنك ذلك عن اصطناعهم ورياضتهم ولا يجدن عدو الله الشيطان في أمرك مغمزا فانه إنما يكتفي بالقليل من وهنك ويدخل عليك من الغم في سوء الظن ما ينغصك لذاذة عيشتك
واعلم انك تجد بحسن الظن قوة وراحة وتكتفي به ما أحببت كفايته من أمورك وتدعو به الناس إلى محبتك والاستقامة في الأمور كلها لك ولا يمنعنك حسن الظن بأصحابك والرافة برعيتك أن تستعمل المسالة والبحث عن أمورك ولتكن المباشرة لأمور الأولياء والحياطة للرعية والنظر فيما يقيمها ويصلحها والنظر في حوائجهم وحمل مؤناتهم آثر عندك مما سوى ذلك فانه أقوم للدين وأحيا للسنة واخلص نيتك ف جميع هذا وتفرد بتقويم نفسك تفرد من يعلم انه مسؤول عما صنع ومجزى بما احسن ومأخوذ بما ساء فان الله عز وجل جعل الدين حرزا وعزا ورفع من اتبعه وعززه فسالك بمن نسوسه وترعاه نهج الدين وطريقة الهدى وأقم حدود الله عز وجل في أصحاب الجرائم على قدر منازلهم وما استحقوه ولا تعطل ذلك ولا تهاون به ولا تؤخر عقوبة أهل العقوبة