@ 462 @
واجعل للمسلمين كلهم من بينك حظا ونصيبا وأيقن أن الجود من افضل أعمال العباد فاعدده لنفسك خلقا وسهل طريق الجود بالحق وارض به عملا ومذهبا
وتفقد أمور الجند في دواوينهم ومكاتبهم وادرر عليهم أرزاقهم ووسع عليهم في معايشهم يذهب الله عز وجل بذلك فاقتهم فيقوى لك أمرهم وتزيد به قلوبهم في طاعتك وأمرك خلوصا وانشراحا وحسب ذي السلطان من السعادة أن يكون على جنده ورعيته رحمة في عدله وحيطته وانصافه وعنايته وشفقته وبره وتوسيعه فزايل مكروه إحدى البليتين باستشعار فضيلة الباب الآخر ولزوم العمل به تلق إن شاء الله تعالى نجاحا وصلاحا وفلاحا واعلم أن القضاء بالعدل من الله تعالى بالمكان الذي ليس يعدل به شيء من الأمور لأنه ميزان الله الذي يعتدل عليه أحوال الناس في الأرض وبإقامة العدل في القضاء والعمل تصلح أحوال الرعية وتأمن السبل وينتصف المظلوم ويأخذ الناس حقوقهم وتحسن المعيشة ويؤدي حق الطاعة ويرزق الله العافية والسلامة ويقوم الدين وتجرى السنن والشرائع على مجاريها واشتد في أمر الله عز وجل وتورع عن القصف وامض لإقامة الحدود واقلل العجلة وابعد عن الضجر والقلق واقنع بالقسم وانتفع بتجربتك وانتبه في صمتك وسدد في منطقك وانصف الخصم وقف عند الشبهة وابلغ في الحجة ولا يأخذك في أحد من رعيتك محاباة ولا محاماة ولا لوم لائم وتثبت وتأن وراقب وانظر الحق على نفسك فتدبر وتفكر واعتبر وتواضع لربك وارأف بجميع الرعية فتسلطن الحق على نفسك ولا تسرعن إلى سفك دم فان الدماء من الله عز وجل بمكان عظيم انتهاكا لها بغير حقها
وانظر هذا الخراج الذي استقامت عليه الرعية وجعله الله للإسلام عزا ورفعة ولاله توسعة ومنعة ولعدوه وعدوهم كبتا وغيظا ولأهل الكفر من معانديهم ذلا وصغارا فوزعه بين أصحابه بالحق والعدل والتسوية والعموم فيه ولا ترفعن منه شيئا عن