كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 468 @

$ ثم دخلت سنة سبع ومائتين $
$ ذكر خروج عبد الرحمن بن احمد باليمن $
في هذه السنة خرج عبد الرحمن بن احمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ببلاد عك في اليمن يدعو إلى الرضا من آل محمد وكان سبب خروجه أن العمال باليمن أساءوا السيرة فيهم فبايعوا عبد الرحمن هذا ففلما بلغ المأمون ذلك وجه إليه دينار بن عبد الله في عسكر كثيف وكتب معه بامانه فحضر دينار الموسم وحج ثم سار إلى اليمن فبعث إلى عبد الرحمن بامانه فقبله ودخل في طاعة المأمون ووضع يده في يد دينار فخرج به إلى المأمون فمنع المأمون عند ذلك الطالبين من الدخول عليه وأمرهم بلبس السواد وذلك لليلتين بقيتا من ذي القعدة
$ ذكر وفاة طاهر بن الحسين $
وفي هذه السنة في جمادى الأولى مات طاهر بن الحسين من حمى أصابته وانه وجد في فراشه ميتا وقال كلثوم بن ثابت بن أبي سعيد كنت على بريد خراسان فلما كانت سنة سبع ومائتين حضرت الجمعة فصعد طاهر المنبر فخطب فلما بلغ إلى ذكر الخليفة امسك عن الدعاء له وقال اللهم اصلح أمة محمد بما أصلحت به أولياءك واكفنا مؤنة من بغى علينا وحشد فيها بلم الشعث وحقن الدماء وإصلاح ذات البين قال فقلت في نفسي أنا أول مقتول لأني لا اكتم الخبر قال فانصرفت فاغتسلت غسل الموتى وتكفنت وكتبت إلى المأمون فلما كان العصر دعاني وحدث به حادث في جفن عينه وسقط ميتا فخرج إلى ابنه طلحة قال هل كتبت بما كان قلت نعم قال فاكتب بوفاته فكتبت بوفاته وبقيام طلحة بأمر الجيش فوردت الخريطة على المأمون بخلعه فدعا احمد بن أبي خالد فقال سر فائت بطاهر كما زعمت وضمنت فقال

الصفحة 468