كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 469 @
أبيت الليلة
فقال لا فلم يزل حتى اذن له في المبيت ووافت الخريطة الأخرى ليلا بموته فدعا فقال قد مات طاهر فمن ترى قال ابنه طلحة قال اكتب بتوليته فكتب بذلك فأقام طلحة واليا على خراسان في أيام المأمون سبع سنين ثم توفي وولي عبد الله خراسان ولما ورد موت طاهر على المأمون قال لليدين وللفم الحمد لله الذي قدمه وأخرنا وكان طاهر اعور وفيه يقول بعضهم
( يا ذا اليمينين وعين واحدة ... نقصان عين ويمين زائدة )
يعني أن لقبه ذا اليمينين وكانت كنيته أبا الطيب
وقد قيل أن طاهرا لما مات انتهب الجند بعض خزائنه فقام يأمرهم سلام الابرش الخصي واعطاهم رزق ستة اشهر وقيل استعمل المأمون على عمله جميعه ابنه عبد الله بن طاهر فسير إلى خراسان أخاه طلحة وكان عبد الله بالرقة على حرب نصر بن شبث فلما توجه طلحة إلى خراسان سير المأمون إليه احمد بن أبي خالد ليقوم بأمره فعبر احمد إلى ما وراء النهر وافتتح اشرو سنة واسر كاوس بن صارخره وابنه الفضل وبعث بهما إلى المأمون ووهب طلحة لاحمد بن أبي خالد ثلاثة آلاف ألف درهم وعروضا بألفي ألف درهم ووهب لإبراهيم بن العباس كاتب احمد خمسمائة ألف درهم
$ ذكر ما كان بالأندلس في هذه السنة $
وفي هذه السنة وقع عبد الرحمن بن الحكم صاحب الأندلس بجند البصرة وأهلها وهي الوقعة المعروفة بوقعة بالس
وكان سببها أن الحكم كان قد بلغه عن عامل اسمه ربيع انه ظلم أبناء أهل الذمة فقبض عليه وصلبه قبل وفاته فلما توفي وولي ابنه عبد الرحمن سمع الناس بصلب ربيع فاقبلوا إلى قرطبة من النواحي يطلبون الأموال التي كان ظلمهم بها ظنا منهم أنها ترد إليهم وكان أهل البيرة أكثرهم طلبا وإلحاحا فيه ولبوا فبعث إليهم عبد الرحمن من يفرقهم ويسكنهم فلم يقبلوا ودفعوا من أتاهم فخرج إليهم جمع من الجند وأصحاب عبد الرحمن فقاتلوهم فانهزم جند البيرة ومن معهم وقتلوا قتلا ذريعا ونجا

الصفحة 469