$ ثم دخلت سنة تسع ومائتين $
$ ذكر الظفر بنصر بن شبث $
وفي هذه السنة حصر عبد الله بن طاهر نصر بن شبث بكيسوم وضيق عليه حتى غلب الأمان فقال محمد بن جعفر العامري قال المأمون لثمامة بن اسرس ألا تدلني على رجل من أهل الجزيرة له عقل وبيان يؤدي عني ما أوجهه إلى نصر قال بلى يا أمير المؤمنين محمد بن جعفر العامري فأمر بإحضاري فحضرت فكلمني بكلام امرني أن ابلغه نصرا وهو بكفر عزون بسروج فأبلغته نصرا فأذعن وشرط شروطا منها أن لا يطأ بساطه فلم يجبه المأمون إلى ذلك وقال ما باله ينفر مني قلت لجرمه وما تقدم من ذنبه قال افتراه احكم جرما من الفضل بن الربيع ومن عيسى بن محمد بن أبي خالد اما الفضل فاخذ قوادي وأموالي وسلاحي وجميع ما أوصى به الرشيد لي فذهل به إلى محمد أخي وتركني بمرو فريدا وحيدا وسلمني وافسد علي أخي حتى كان من أمره ما كان فكان اشد علي من كل شيء وأما عيسى بن أبي خالد فانه طرد خليفتي من مدينتي ومدينة آبائي وذهب بخراجي وفيئي واخرب علي داري واقعد إبراهيم خليفة دوني
قال قلت يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الكلام قال تكلم قال قلت أما الفضل بن الربيع فانه صنيعكم ومولاكم وحال سلفه حالهم فترجع إليه بضروب كلها تردك إليه وأما عيسى فرجل من دولتك وسابقته وسابقة من مضى من سلفه معروفة ويرجع إليه بذلك وأما نصر فرجل لم يكن له يد قط فيحتمل كهؤلاء لمن مضى من سلفه وإنما كانوا من جند بني أمية قال انه كما تقول ولست اقلع عنه حتى يطأ بساطي قال فأبلغت نصرا ذلك فصاح بالخيل فجالت إليه فقال ويلي عليه وهو لم يقو على أربعمائة ضفدع تحت جناحه يعني الزط يقوى علي بحلبة العرب فجاده