كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 5)

@ 478 @
فذكر أن المأمون قال حين انشده هذه القصيدة أقول كما قال يوسف لاخوته { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }
$ ذكر ناء المأمون ببوران $
وفي هذه السنة بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل في رمضان وكان المأمون سار من بغداد إلى فم الصلح إلى معسكر الحسن بن سهل فنزله وزفت إليه بوران فلما دخل إليها المأمون كان عندها حمدونة بنت الرشيد وأم جعفر زبيدة أم الأمين وجدتها أم الفضل والحسن بن سهل فلما دخل نثرت عليه جدتها ألف لؤلوة من انفس ما يكون فأمر المأمون بجمعه فجمع فأعطاه بوران وقال سلي حوائجك فامسكت فقالت جدتها سلي سيدك فقد أمرك فسألته الرضا عن إبراهيم بن المهدي فقال قد فعلت وسألته الاذن لام جعفر في الحج فأذن لها وألبستها أم جعفر البدلة اللؤلؤية الأموية وابتنى بها في ليلته وأوقد في تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون منا وأقام المأمون عند الحسن سبعة عشر يوما وحملهم ووصلهم وكان مبلغ ما يحتاج إليه وخلع الحسن على القواد على مراتبهم وحملهم ووصلهم وكان مبلغ ما لزمه خمسين ألف ألف درهم وكتب الحسن أسماء ضياعه في رقاع ونثرها على القواد فمن وقعت بيده رقعة منها فيها اسم ضيعة بعث فتسلمها
$ ذكر مسير عبد الله بن طاهر إلى مصر $
في هذه السنة سار عبد الله بن طاهر إلى مصر وافتتحها واستأمن إليه عبد الله بن السري
وكان سبب مسيره أن عبيد الله قد تغلب على مصر وخلع الطاعة وخرج جمع من الأندلس فتغلبوا على الإسكندرية واشتغل عبد الله بن طاهر عنهم بمحاربة نصر بن شبث فلما فرغ منه سار نحو مصر فلما قرب منها على مرحلة قدم قائدا من قواده إليها لينظر موضعا يعسكر فيه وكان ابن السري قد خندق على مصر خندقا فاتصل الخبر به من وصول القائد إلى ما قرب منه فخرج إليه في أصحابه فالتقى هو والقائد فاقتتلوا قتالا

الصفحة 478